الزميلة حنان أبو الضياء، مدير تحرير الوفد كاتبة دؤوبة، لديها قدرة فائقة وصبر على انتاج الكتب.. حتى أنها تمكنت من إصدار أحد عشر كتابًا قيماً، تصدرت بها، مع عدد قليل من الزملاء، قائمة الصحفيين المُنتجين للكتب في مصر.
هذه المرة، خاضت حنان غمار مغامرة البحث والتنقيب في كنوز المعرفة، لكشف حقائق فناء الأرض في المستقبل، من خلال تأثير المُناخ على عالمنا خلال القرن الحالي.. فأصدرت لنا كتابًا مُخيفًا للبشرية، ولكنه مُحذر لها، من خلال ربط فناء الكون بحجم تصرفات البشر الذين قاموا بتغيير قواعد الطبيعة، عبر سنوات طوال حتى وصلنا إلى مرحلة اختناق الأرض وصراخها وغضبها، بسبب هذه التغيرات التي قد تؤدي إلى ما وصفته حنان أبو الضياء بـ«انتحار الطبيعة».
الكتاب يحمل عنوانًا مميزًا «قرن الجحيم..6 درجات على نهاية العالم» وهو يتضمن 15 حكاية موثقة حول أننا نتجه بكل ثقة نحو إفناء هذا العالم والقضاء عليه قضاءً مبرمًا بسبب تصرفاتنا غير المسئولة، والتي تؤكد أن «الطبيعة غاضبة على ما فُعلَ بها، وهى قاسية بلا قلب، لن ترحم من ظن بها الضعف، أو ظن أنه قد سيطر عليها».
أولى ملاحظاتي على الكتاب، تدور حول المراجع، حيث إنني ممن يبدأون التعرف على الكتاب من الفهرس والمراجع قبل قراءته، والملاحظ أن حنان أبو الضياء أبحرت في عشرات الكتب والمراجع والأبحاث باللغة الإنجليزية، وللأسف القليل منها باللغة العربية، وهو ما يعنى أننا على المستوى البحثي في حاجة إلى الاهتمام أكثر بقضية المُناخ، تواكبًا مع اهتمام الدولة بهذا الملف الخطير الذي يهدد بقاء البشرية أو استقرارها على اقل تقدير خلال السنوات القادمة.
الملاحظة المهمة التي لا يجب أن تمر دون تعليق هي أن حنان أبو الضياء أكدت مقولة تتردد داخل المؤسسات العلمية البحثية المُهتمة بالمُناخ، وهي أن نهاية هذا العالم ستكون حتمًا عام 20100 وهى فترة زمنية قريبة جداً«77عاماً» وهذا الطرح يعنى من وجهة نظري أن العالم عليه أن يتفرغ لمحاولة إنقاذ الكوكب من الفناء، لأن ما تبقى من الزمن لا يكفي للعبور إلى مرحلة آمنة لحماية البشر والحيوانات والنباتات من الهلاك في عالم يقتل نفسه بنفسه.
من أخطر ما سرده الكتاب ما استطاعت الكاتبة حنان أبو الضياء الحصول عليه من معلومات حول الاحتباس الحرارى الذى وصفته بأنه «يعيد إلينا الطعنة التي وجهناها إلى الطبيعة»، وأكد الكتاب المهم الذى يجب إضافته لمكتباتنا الشخصية أن «بعض تأثيرات تغير المناخ، في اتجاه عقارب الساعة من أعلى اليسار: اشتداد حرائق الغابات بسبب الحرارة والجفاف، وابيضاض المرجان الناجم عن تحمض المحيطات وتسخينها، وتفاقم حالات الجفاف التي تهدد إمدادات المياه»، وقالت حنان أبو الضياء إن هذه التأثيرات سوف تتطلب «إجراء تخفيضات كبيرة في الانبعاثات والابتعاد عن حرق الوقود الأحفوري (مشتقات البترول) والاتجاه إلى استخدام الكهرباء المولدة من مصادر مُنخفضة الكربون، ويشمل ذلك الإلغاء التدريجي لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم».
الكاتبة الكبيرة اختتمت كتابها بحكاية طويلة وشيقة عن بيل جيتس الملياردير الأمريكي الشهير ومؤسس شركة ميكروسوفت، وأشارت خلال هذا الفصل إلى حكايات غريبة وعجيبة عن علاقة الوجبات السريعة واللحوم بفناء الكون!! وقالت إن الأبقار تمثل حوالي 4% من جميع الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ولذلك فإن جيتس استثمر في شركتين تصنعان بدائل اللحوم النباتية والأطعمة المستحيلة وما وراء اللحوم، ولكن اتضح أن زراعة الخضراوات المستخدمة لصنع العديد من بدائل اللحوم تنبعث منها غازات أيضاً، ولذلك فإن جيتس يدعم شركة قامت بتخليق مصدر جديد تمامًا للغذاء وهي تستخدم الفطريات ليتم تحويلها إلى ألبان!!
عموماً.. الكتاب يتضمن معلومات مثيرة وخطيرة، وهو كتاب باللغة العربية، وهو إضافة لمكتبات لغة الضاد التي تفتقد لمثل هذه النوعية من الكتب، التي تشبه روايات الخيال العلمي.. ولأنني أدرك إمكانيات حنان أبو الضياء الفنية باعتبارها واحدة من أهم النقاد السينمائيين في مصر، فإنني أدعوها إلى تحويل هذا الكتاب المهم إلى رواية مطبوعة، تمهيدًا لتحويلها إلى فيلم سينمائي أو مسلسل يتحدث بالعربية حتى نساهم في التنبيه من الأزمة داخل بلادنا، وتأكيدًا على أننا نمتلك أدوات مواكبة العصر وأننا منتبهون جدًا لمخاطر تغير المُناخ في العالم.
مبروك لحنان وسامحها الله لأنها بثت الرعب في قلوبنا خوفًا على هذا الكون الذي تتوقع نهايته بعد 78 عاماً.. وعلى أية حال في انتظار رواية تُجسد هذه المعلومات بسيناريو عظيم وأحداث أكثر تشويقاً.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية