عام جديد على وشك الانتهاء.. عام حمل معه أزمات توالت على البشرية كصخور تسقط من جبل عال.. عام صعب بكل المعاني.. أزمات اقتصادية.. حروب تشتعل في مناطق كثيرة.. أوبئة تظهر.. عام فشل فيه الساسة والاقتصاديون في وضع حد لما يحدث.. عام يمضي ومازالت الكوارث تتوالى على البشر.
ففي هذا العام أصبح الأغنياء فقراء.. وأصبح الفقراء أكثر فقرا مما كانوا عليه. الدول تعاني من ويلات حرب تشتعل في شرق أوروبا لا ناقة لهم بها ولا جمل.. لكنها تخلق أزمة اقتصادية عالمية.. وتأتي بعد معاناة عامين بسبب فيروس كورونا الذي اجتاح العالم وما يزال.. فيروس فرض عزلة اجبارية على البشر.. وفرضت حالة العزلة علينا تقاليد وأعراف التزمنا بها مجبرين لكننا خسرنا الكثير بسببها.
عام يمضي ووجدنا أنفسنا نتعرض لنيران متوهجة تهب علينا من ارتفاع أسعار كل شيء حتى الماء والهواء.. فقد اكتوينا بهذه النيران التي انتشرت بسرعة البرق والرعد.. وأصبحت الأسعار ترتفع كل ساعة وليس كل يوم.
وتتزامن ارتفاع الأسعار مع انخفاض حاد في الدخل وتدنت الأجور إلى أدنى مستوياتها خلال العقدين الأخيرين.
ففي عام 2022 أصبح الاحتكار أساس العمل التجاري في العالم وبالتالي في مصر.. وأصبحت الشركات والتجار هم من يتحكمون في كل شىء مع عجز كامل للحكومات في مواجهة هذه الحالة.. وعشنا أياما يتحد فيها القطاعان الخاص والعام على تحقيق أكبر قدر من امتصاص دماء الشعب.
وأصبح القطاع العام هدفه مثل القطاع الخاص تحقيق الربح وليس تقديم سلعة أو خدمة للمواطن بسعر يراعى طبيعة الدخل وينافس القطاع الخاص.. الشعوب تئن وتصرخ ولا أحد يسمع لها.. والحكومات تحاول أن تجد حلا. لكن هناك من يريد الإبقاء على هذا الوضع لأنه مستفيد منه.
وأقصد هنا لوبيات الفساد العالمي، والفساد أصبح هو المتحكم والمسيطر على الاقتصاد العالمي، وأصبحت الاتفاقيات الدولية لمحاربة الفساد والمؤسسات المعنية بمحاربته مجرد صورة لتجميل وجه العالم وتكتفى فقط بعقد الندوات والمؤتمرات حتى تزيد الصورة جمالا.. لكن هذه الأجهزة أصبحت عاجزة تماما على مكافحة الفساد بل امتد الفساد إلى عناصرها ودخلوا في دوامة تحقيق أكبر قدر من المصالح الشخصية لهم.
فعام 2022 رأينا كل شيء سيئ على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. رأينا وشاهدنا اتحاد شعوب العالم على مطلب واحد وهو «نريد الخلاص من هذه الأزمة».. «نريد إنهاء الحروب المشتعلة» وعلى رأسها الحرب بين روسيا والغرب على الأرض الأوكرانية نريد أن نرى إجراءات على الأرض للخروج من هذه الأزمة التي جعلتنا نئن ليلا ونهارا.
ونتمنى أن يأتي عام 2023 ومعه بشائر الخلاص من هذه الأزمة.. أن نجد تحركا حقيقيا لإيقاف الحروب على الأقل في منطقتنا العربية في اليمن وسوريا وأن يعود الاستقرار في ليبيا والصومال والسودان.
نتمنى أن تستفيد الحكومات العربية من هذه الأزمة، وأن يحولوا قرارات قمتهم العربية إلى عمل تنفيذي على الأرض هذه القرارات المكررة منذ إنشاء الجامعة العربية من تكامل اقتصادي وسوق عربي ودفاع مشترك لأنه لو كانت هذه القرارات تم تنفيذها لخفت آثار الأزمات التي عشناها في الأعوام الثلاثة الماضية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية