سؤال يدور في بالي وهو هل نستطيع أن نصلح الأشخاص؟ كثيرا ما سمعت من احداهن كلمة سوف يتغير، سوف أغيره.
والسؤال هل نستطيع نحن البشر أن نغير ما نريد على حسب هوانا ومزاجنا، هل نحن نملك مفاتيح قلوب وعقول الأشخاص الآخرين كي نستطيع بزر واحد أن نغير؟؟؟
أنت لا تستطيع أن تغير بعض تصرفاتك هل تستطيع أن تغير الآخر؟؟، أعتقد أن هذه المهمة تعجيزية وصعبة جدا، لا أحد يتغير من أجل أحد، الشخص يتغير من أجل الله ومن أجل نفسه متى أراد ذلك ومتى أنزل الله هدايته عليه، حيث يقول عز وجل: «إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء».
لأن الله هو القادر بينما نحن البشر عاجزين أمام قدرته، لذلك لست مجبور أن تتحمل أخطاء الآخرين على أمل أنهم سوف يتغيرون يوما ومن ثم تنصدم عندما تكون النتيجة عكس توقعاتك وهي أنهم لن يتغيروا.
إذ كنت تعلمين أن حياته عبث وأخطاء اتركيه لأنه لن يتغير من أجلك، ابتعدي فالاختيار الخاطئ قد يدمر نفسيتك مع مرور الوقت، اتركيه أقسم لك أنه لن يتغير من أجلك لأنه لم يتغير من أجل الله ومن أجل نفسه.
تقول احداهن لي كنت أعلم بكل شيء عنه لكنني كنت أتجاهل لأنني كنت أحبه، كنت صابرة إلى أقصى حد، كل يوم أقول سوف يتغير. لكنني في كل مرة أتفاجئ مع هذا الحجم من الأخطاء، لكنني كنت أقول إنه سيتغير.
قلت لها «اتركيه، ابتعدي عنه، لأنك كنت تعلمين يعني في الصيغة الماضي ولم تعلمي هذه الأشياء الآن في الحاضر لأن تصرفاته لازالت مستمرة، إلى متى إلى المستقبل؟، وها قد مر الزمن من الماضي إلى الحاضر ماذا تنتظرين بعد؟
هل تنتظرين جحيم آخر في المستقبل القريب أم البعيد، قالت «مستحيل سوف أموت لن أستطيع أن أعيش من دونه».
قلت لها «لا أحد يموت من أجل أحد شخصيا كنت قد مررت بتجربة قاسية جدا ربما تختلف عن تجربتك لكنني لم أصل إلى الحب الأعمى الذي يفقدني القدرة على اتخاذ القرار، بل لم أحكم قلبي ومشاعري بل جعلت عقلي هو الفاصل، لتكون فقط مفاجأة واحدة وليست مفاجآت تصدمني فيما بعد، عندما اكتشفت أن ذلك الشخص لا يستحقني وانصدمت. لم أترك له فرصة واحدة حتى لتبرير وتركته ولم أندم على هذا القرار بل أنا سعيدة جدا لأنني اتخذت القرار الصائب في حق نفسي ومنذ ذلك الحين أقفلت باب الارتباط أو حتى التفكير في شخص ما، بل وضعت أولويات في حياتي وألغيت ذلك الشخص من قاموس تفكيري، ولم أموت بل لازالت حية، لازالت أتنفس، لازالت أحلم.
كنت سأموت لو فكرت يوما أنني سأغير ذلك الشخص، كنت سأندم لو أنني كنت أغمضت عيني عن رؤية الحقيقة ولم أبحث عنها لأنني لم أكن لأعلمها لو لم أسعى لاكتشافها وفك رموزها، كنت سوف أندم لو لم أكن صارمة في قرار اتخذته بدون رجوع ولا حتى النظر إلى الوراء.
نحن نحتاج إلى الابتعاد والتجاهل، نحن نحتاج إلى الاستغناء عن بعض الأشخاص لكي نستطيع أن نتقدم وإلا سوف نبقى في دائرة ضيقة .
كانت إجابتها «لكن لماذا أغلقتي باب التفكير في الارتباط هل بسبب الصدمة».
إجابتي كانت «لا أحد يستحق أن أدمر حياتي من أجله، لكنني أغلقت الباب ليس خوفا ولكن لأنني مازالت أحلم بشخص لم أجده على أرض الواقع. بشخص يخاف الله جدا، بشخص صاحب شخصية قوية جدا، لا تستطيع أي فتاة أن تصل إلى طريقه، بل يختارني فقط أنا ويتقي الله فيا، إلى شخص صاحب ضمير ونزاهة، إلى شخص يهابه الجميع ويحترمه الجميع لا بسبب مركزه بل بسبب شخصيته القوية، إلى شخص لا أخاف من الغد وأنا بجواره بل يكون سند ليا. وهذه الصورة لم أجدها ولست بحاجة لاختيار الشخص الخاطئ فقط لكي ارتبط لهذا السبب أغلقت الباب إلى أن تتحقق أحلامي البسيطة جدا».
وفي النهاية ما أردت أن أقوله لا أحد يموت من أجل أحد، لا أحد يستحق أن نقتل أنفسنا بالبطيء من أجله، لذلك ابتعدوا عن الشخص الخاطئ لكي يشع شعاع النور في حياتكم ويحقق أحلامكم ويفتح أبواب حياتكم نحو الأفضل.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية