ساعات وينتهي عام 2022.. ومع اقتراب النهاية يبادر الناس إلى إعلان أمنياتهم في العام الجديد.. منهم من يتمنى أمنيات عامة ومنهم من يتمنى أمنيات خاصة.. ولكن الكل يدعو الله أن يكون العام القادم أفضل مما سبق.
مليارات البشر يتمنون أن تنتهي الأزمة الحالية بأسرع وقت، ويتطلعون إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وإحلال السلام في هذه المنطقة من العالم.
فهذه الأزمة جعلت الجميع ينسى ما يحدث في بلادنا العربية من حروب وويلات وانهيار اقتصادي وسياسي.. ففي خضم هذه الحرب نسينا أن لدينا أرضا محتلة منذ 74 عاما وعجزنا عن تحريرها.. ونسينا أن حروبا أهلية في اليمن وليبيا وسوريا والصومال، ونسينا أن المجاعة تفتك بأربع دول عربية هي سوريا واليمن والصومال والسودان، ونسينا أن الفساد ضرب بجذوره في أغلب بلداننا وعجزت الأجهزة عن مواجهته وإهدار مليارات الدولارات دون رقيب وحسيب.
الكل يتمنى أن يرفع الله عنا هذه الغمة، وأن يزيح عنا البلاء والابتلاء الذي أصابنا.. وأن تنتهي هذه الكوارث حتى يعود الاستقرار والأمن إلى المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج.. وأن تعود البلدان العربية موحدة وأن يسقط دعاة الانفصال والتجزئة.
نتمنى أن يكون عام 2023 عاما تفتح فيه الأبواب للجميع، وأن تطلق الحريات العامة في كل أرجاء البلدان العربية.
أتمنى أن يشهد 2023 انتعاشه اقتصادية وأن لا يوجد أحد يشكو من قلة الرزق، وأن تسقط الاحتكارات التي وجدت في كل المجالات خلال السنوات الماضية، وأن تعود الحكومات وأجهزتها إلى دورها في تنظيم الحياة والإنتاج والأسواق وتنمية الموارد وتشجيع الاستثمار ودعم التجارب الرائدة في كافة المجالات.
أتمنى أن يكون 2023 عاما فاصلا في محاربة الفساد بكافة أشكاله وصوره، وأن يكون عام قوة للأجهزة الرقابية وأن لا يوجد أحد فوق القانون مهما علا منصبه أو كبرت ثروته.. فالفساد عدو التنمية الأول وحليف الإرهاب والتخلف وخطر على مشاريع تتم على الأرض.. ومحاربته تساوي الجهاد المقدس.
أتمنى أن تشهد مصر انطلاقة في كافة المجالات وأن يتم استكمال ما يتم على الأرض من مشروعات كبرى تجري في كل مكان من شمالها إلى جنوبها.. أتمنى أن تسيطر الحكومة على غلاء الأسعار المبالغ فيه بصورة كبيرة وأن تجد حلولا لكل مشاكلنا المزمنة، وأتمنى أن يكون لدينا قطاع خاص وطني فعلا وليس قولا.
أتمنى أن يشهد العام الجديد انطلاق الحوار الوطني الذي خفت نوره فجأة وبدون أن نعرف متى سيتم وكيف سيتم وما القضايا المطروحة عليه، فلم نسمع عن اجتماع لمجلس أمناء الحوار منذ فترة طويلة لعله يجتمع في العام الجديد ويحقق ما نريده ونتمناه من نتائج تلبي رغبة جموع المصريين في إحداث الإصلاح المرجو.
وأخيرا أتمنى أن نبتعد عن المجاملات والشللية وحملة المباخر والمنافقين وأن نعيد للخبرات الحقيقية قيمتها ودورها في التنمية والإبداع والإدارة حتى نعبر الأزمات سريعا.. فالخبرات الحقيقية هي الكفيلة بالعبور بنا إلى فضاء أرحب وأوسع في كل المجالات والقادرة على العبور بنا إلى الأمان والاستقرار والازدهار.. هذه أمنياتي للعام الجديد.. وأدعو الله أن يحققها لنا.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية