في مجمل القرارات التي اتخذها الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، قد تتفق أو تختلف حولها، ولكن لا نختلف أنها قرارات خارج الصندوق، واجتهادات شخصية، إن أصابت له اجران وأن أخطأت فله أجر.
من بين القرارات التي قد تتوه وسط جدل التصريحات التي يطلقها وزير التربية والتعليم، ولم تحظ بحفاوة جماهيرية أو تسليط الضوء عليها إعلاميا عبر برامج التوك شو أو مانشيتات الصحف، وحتى ترندات السوشيال ميديا لم يكن لها نصيب، فهي عميقة من حيث الفكرة وحيوية من حيث التأثير.
حسنا فعل الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، باتخاذ قرار مهم للحفاظ على الهوية القومية بالمدارس الدولية، وإصدار كتابا دوريا للحفاظ على الهوية القومية للمدارس ذات الطبيعة الخاصة «المدارس الدولية».
تضمن القرار، إسناد وضع امتحانات الهوية القومية، لطلاب صفوف النقل بالمدارس الدولية من قبل موجه المادة بالإدارة التعليمية بعدما كانت قاصرة على معلمي المواد بالمدرسة، كذلك عدم تنفيذ اي أنشطة تتعارض مع الثقافية المصرية مثل «الهالويبن» وغيرها من التقاليع الغربية والغريبة على مجتمعنا، والتي احتلت أبنائنا بهذه المدارس، إضافة إلى تعظيم الاحتفالات بالأعياد الوطنية والاهتمام بتحية العلم في المدارس الدولية.
قد تحمل هذه القرارات البساطة في ظاهرها، غير أنها عميقة وقوية في مواجهة «هايلمان» و«صولجان» هذه المدارس التي تعمل بمعزل تام عن البيئة التي نشأت فيها، وغير مقيدة بعادات وتقاليد ولغة المجتمع، وتخرج بعض الأحيان عن عقائده الدينية.
هذه الفئة من المدارس، التي ظهرت في العقد الأول من الألفية الثانية، تلبية لرغبة الأثرياء وافتتانهم الفج بكل ما هو غربي، وتقديم مستوى تعليمي يليق بأبنائهم، بعيدا عن أبناء الطبقات المتوسطة والفقيرة من الشعب، واطفاء تمييز طبقي لأقرانهم، فهم يعيشون في «ايجيبت»، بينما بقية الشعب يعيش في «مصر».
تصرفات بعض هذه المدارس بات خطرا على الأمن القومي، يهدد هويتنا العربية والمصرية، فهي لا تعتد بعروبتنا أو مصريتنا، وتتعمد تهميش اللغة العربية والتربية الدينية والتاريخ، وتتمادى إلى أبعد من ذلك بصورة تصل إلى تزوير التاريخ، وقلب الحقائق حول قضايا الأمة، وغرس أفكار وتقاليد الغرب، بما يمثل احتلال فكري ووجداني لأبنائنا وسلب للعقول واستقطاب خارجي للمتفوقين منهم.
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية