سؤال أطرحه عليهم وعليكم هل كان الزلزال يوما شماتة، منذ حدوث هذا الزلزال وأنا أفكر ماذا لو كنا مكان هؤلاء الأشخاص، ماذا لو وجدت نفسي في ثانية بين مشاهد الرعب والجثث الملقاة في كل مكان، ماذا لو سمعت هذا الصراخ وأنا على الميدان، ماذا لو نظرت لكل هذه المشاهد المحزنة من موت أطفال إلى خسارة العائلات لفلذات أكبادهم، من خسارة الأب والأم، من فقدان العزيز والغالي، من خسارة المنازل والبقاء في الشارع بدون حتى هوية، بدون ضمان في كل هذه المشاهد المروعة والمحزنة، ماذا لو حدث لنا ما حدث لهم، ماذا لو تغيرت عقارب الزمن و كنا نحن المتواجدين في ذلك الزمان و المكان.
يوم الزلزال قد غير في دقائق مسرى و مجرى حياة الكثيرين، يوم واحد غير الصفات و قلب المفردات و غير الكلمات لتصبح كلمة الشهيد و كلمة اليتيم و كلمة الوحيد و كلمة المشرد في الشوارع، وهذا اليوم أيضا قد كشف الحقائق و أزال الأقنعة و كشف ألاعيب الدول التي تدعي الإنسانية و حقوق الإنسان مثل فرنسا و السويد .
أين الإنسانية والسويد تسخر من المسلمين وتسألهم بكل إلحاد أين إلاهكم..الهنا فوق السماء، الهنا عظيم جدا ورحيم، الهنا هو حسبنا ونعم الوكيل في كل مصائبنا، الهنا أمرنا بالإنسانية التي يجهلونها هؤلاء الجهلة.
أين الإنسانية وهم يحتفلون بموت أطفال، كم طفل أصبح مشرد وهم ليسوا هنا، هم لم يحركوا ساكن ولم يغيثوا المغيثين، وكأنهم لازالوا في العصور البدائية التي تحمل الفكر المشوه، فكرة البقاء للأقوى، حتى لو عم الدمار في كل العالم هم لا يكترثون بل سعداء لأن قوتهم تنبع من الدمار، من نفوسهم المريضة والمشوهة
السويد وفي هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه تركيا وسوريا يشغل بالها فقط الثأر و التشفي للقضايا السياسية بعيدا عن كلمة الإنسانية و في هذا الوجع الذي يعيشه العالم ما يشغل السويد فقط ما فعلته تركيا حينما قامت بتعطيل انضمام السويد إلى حلف الناتو
قضيتهم الآن وبالتحديد أردوغان وليس البشر الذين ماتوا والآخرين الذين في الشارع والأطفال الذين يصرخون من البرد والجوع والألم والوحدة والفقدان
الزلزال يدفعنا إلى أن نفكر في القضية الإنسانية وليس في القضايا السياسية والمعتقدات الدينية لأن الهنا هو الذي قال لكم دينكم ولي دين
إلهنا الذي يتحدثون عنه هؤلاء الجهلة لم يجبر أحد على عبادته لأنه ليس بحاجة لأي حد، وما أداركم بأنه عقاب؟؟؟
الله عز وجل هل سيعاقب الأطفال على ذنب لم يرتكبونه، أو أن الله سوف يقتل الأمنين الأبرياء من أطفال ونساء وكهول لكي يؤدب العاصين من البشر.! أي جهل هذا من هؤلاء الجهلة
أسماء الله بالأساس هي الرحيم واللطيف والسلام فكيف يعاقب الله من الأساس الأبرياء الذين نحتسبهم عند الله شهداء
و أتوجه بكلامي لبعض الأشخاص أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يصفون الزلزال بالغضب الالهي كيف يكون غضب والله رحيم أبدا لن يقتل أطفال الله أرحم بهم من كل شيء، إذا كان الله عز وجل الذي تفترون عليه لم يحاسب إلى حد الآن الطغاة من إسرائيل على كل جرائمهم الشنيعة و الملحدين و المجرمين و الجبابرة الذين يقتلون و يخربون و يتأمرون و ينفذون و يتمادون و يفسدون في الأرض منذ سنوات فهل سيحاسب أطفال أنقياء، هل سيحاسب أشخاص بسطاء.
لماذا لا تفهمون أن هذا الزلزال هو لأسباب طبيعية وجغرافية لكن كارثة الزلزال تدفعنا إلى التفكير في الموت المفاجئ، هل نحن مستعدون لمقابلة الله عز وجل؟
أنا عن نفسي قد غيرتني كارثة الزلزال هذه الأيام أصبحت أفكر أكثر في ذلك اليوم هل سيكون راضي عني أم لا هل سأكون سعيدة في ذلك العالم الماورائي أم لا، هل أعمالي ستلحقني بالجنة أم لا، صرت لا أفكر في الغد كثيرا.
من كان يصدق أن كل هذه المباني سوف تزول في أقل من ثانية وأن حتى المسكن الذي هو ملجئ للإنسان وأمان أصبح غير أمن لأنه لا يوجد مفر واحد من الموت إذا كتب على الإنسان.
هذا الزلزال هو باب لكي نفكر مع أنفسنا و نتصالح مع كل شيء بداية من أرواحنا قبل أن يفوت الأوان و أن نرحم غيرنا من الضعفاء والمساكين و أن نشعر بمعاناة الملايين.
أن نشعر بالوحدة التي يعاني منها الأطفال في هذه الدقائق من ألم الفقدان و الوجع إلى الجوع و البرد إلى الخوف و الرعب، فلم يكن الزلزال يوما باب لشماتة لأن الموت لا يختلف، الموت واحد، مثل أن تموت في زلزال أو أن تموت في حرب أو أن تموت في حادث أو أن تموت غرقا، لكنه يبقى رحيل مفاجئ ،رحيل لم نعد له كل المستلزمات و لم نودع فيه حتى أحبابنا بل هو رحيل بدون وداع و بدون رجعة رحيل نحو القبر ، في تلك الحفرة الصغيرة جدا.
اتقوا الله في غيركم وفي أنفسكم ويكفي افتراءات وبادروا لمساعدة غيركم والشعور بمأساتهم والتفكير بكونكم قد تكونون مكانهم في يوم من الأيام وكفى صراعات وتكالب على الدنيا الفانية.. ضعوا أنفسكم ولو لثانيه مكان هؤلاء المساكين.
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية