حق لمن صام وقام وقرأ القرآن أن يفرح وينال الجائزة، وكيف لا وهو قد كابد شهواته على مدار الشهر الكريم، ونافح ليصل الي نهايته، مؤديا فرضه بتمامه وكماله علي الوجه الذي يرضي رب العالمين، فمن بذل واجتهد وعمل بإخلاص واتقان فلابد له أن يفرح، فمن صام إيمانا واحتسابا، ولم يرفث ولم يفسق حق له أن ينال جائزته، والفرح أمر إلهي، وسنة نبوية مشروعة، فبذلك فليفرحوا.
وعيد الفطر السعيد الذي يعقب أداء فريضة عظيمة كفريضة الصيام يستحق أن نفرح بيوم التكريم، ويوم توزيع الجوائز، وكل سينال جائزته من الكريم صاحب العطاء والجود، وأهم ما في هذا اليوم أنه ولا يظلم ربك أحدا.
افرحوا ا أيها الصائمون فهذا الفرح فرحكم، فللصائم فرحتان، يوم فطره ويوم لقاء ربه يفرح بصومه، ومما راقني في هذا الشأن ما أشار إليه عبد الوهاب الناصر الطريري بأن للعيد فرحة بإكمال العدة واستيفاء الشهر، وبلوغ يوم عيد الفطر بعد إتمام شهر الصوم، فلله الحمد على ما وهب وأعطى، وامتن وأكرم، ولله الحمد على فضله العميم ورحمته الواسعة «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فيلفرحوا هو خير مما يجمعون».
فهذا العيد موسم الفضل والرحمة؛ وبهما يكون الفرح ويظهر السرور.
وقد قال العلماء في هذا الشأن: «إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين»، وشَرع النبي – صلى الله عليه وسلم- وتقريره إظهار الفرح وإعلان السرور في الأعياد، قال أنس رضي الله عنه: «قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر». ففيه دليل على أن إظهار السرور في العيدين مندوب، وأن ذلك من الشريعة التي شرعها الله لعباده.
ويبين هذا خبر عائشة – رضي الله عنها قالت: «دخل عليَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وعندي جاريتان تغنّيان بدفّين بغناء بُعاث، فاضطجع على الفراش، وتسجّى بثوبه، وحول وجهه إلى الجدار، وجاء أبو بكر فانتهرهما، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي – صلى الله عليه وسلم -، فكشف النبي وجهه، وأقبل على أبي بكر، وقال: دعهما، يا أبا بكر إن لكل قومٍ عيداً وهذا عيدنا».
افرحوا ووسعوا على أنفسكم وعلى بيوتكم، وأهاليكم وتبادلوا التحايا والتبريكات بقبول الطاعات واشكروه أن اوصلكم ليوم الجائزة.
وكل عام وأنتم بخير
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية