تذكرت وأنا أقرا كتاب الناقد المبدع «رجاء النقاش» صفحات من مذكرات نجيب محفوظ، أن المبدعين ما هم إلا أشخاص لديهم القدرة على تشريح النفس البشرية.. ويصل إلى نتيجة لا تتفق مع أي مبدع أخر.
هذا يتفق مع الأطباء الذين يشخصون علل مرضاهم التي يمكن أن تتماثل في أعراضها، ولكن مستحيل أن يتشابهون في أسباب الشفاء، فالأشخاص في تكوينهم المادي مختلفين عن بعضهم.
وقلت لنفسي كيف أن كل مبدع يقوم بالبحث داخل نفس الإنسان ليخرج لنا حالة إبداعية تكشف حقيقة هذا الشخص وما يكون داخله من قيم وأخلاق وانعكاس هذه القيم على شكله ولغته وأصدقائه، فإنه بالتأكيد لم يكتب لنفسه، لأنه لو فعل ذلك فإنه لم يكتب إلا عمل واحد عنه حتى لو كان هذا العمل جميل، ولكن لا يمكن أن يكون عملاً إبداعياً حقيقياً.
إن الكاتب المبدع يكتب عن غيره ويكشف خبايا النفس خيرها وشرها. ويقول نجيب محفوظ في حواره مع رجاء النقاش «إن روايات قليلة هي التي كتبتها بوحي من أحداث حقيقية جرت في الحياة من حولي»، لذلك نجد في كتابته الأثار النفسية والصحية لشخوص الرواية لذلك يكون المبدع قادر على كشف ما لا يستطيع أطباء العالم على كشفه حتى لو قاموا بتشريح الجسد. فالرواية ليست كلمات لا حياة فيها كما يفعل كثير من أصحاب الروايات الآن.
لم نقصد أحد!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية