المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والجدير بالذكر أن لسانه ذكرت قبل يده، لما يسببه لسان الإنسان من أذى عندما ينشغل بتتبع الناس أينما كانوا، وبالإساءة إليهم والتجريح فيهم أي كانت الأسباب سواء كانت بسبب غيرة أو منافسة أو تشفي أو مرض الانشغال بحياة الناس الشخصية.
وهو ما ينجر عنه أذى لكلا الطرفين وينجر عنه قطع الروابط وكذلك صلة الرحم وانتشار البغض والحقد بين الناس.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا ننشغل بغيرنا وبتفاصيل حياتهم الشخصية ولا ننشغل بأنفسنا وبتطويرها.
لماذا البعض يسعون لكسب صداقات مثمرة ويجلبون الأحباب لهم والبعض الآخر يجلبون الأعداء لأنفسهم من لا شيء فقط بسبب ألسنتهم المؤذية التي سوف تنعكس عليهم بسلبيات عدة .
ومن بينها أن الإنسان الذي ينشغل بحياة الناس وبالإساءة إليهم يصبح إنسان مكروه ومنبوذ ويفقد وقاره وهيبته بين الناس.
ويصبح ملاحق من قبل الجميع وكأنه إرهابي فار من العدالة، إضافة إلى أنه يفقد مصداقيته ويصبح محل شك ويفقد ثقة الأخرين فيه.
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام من لا يرحم الناس لا يرحمه الله، والرحمة ليست فقط بالتصرفات بل كذلك عندما نرحم الناس من ألسنتنا المؤذية، عندما نحفظ الأمانات والأسرار وخصوصيات الآخرين .
عندما نحترم الآخرين ونحترم تفاصيل حياتهم الشخصية، عندما نكون مسالمين ليس فحسب بتصرفاتنا بل بألسنتنا.
ألسنتنا التي يجب أن نتحكم فيها جيدا عبر إتقان فن الحديث وأبجدياته وليس التحدث في أي شيء حتى لو كان تافه وسطحي.
فلسانك يجسد شخصيتك ويحددها، إذا كانت شخصية رصينة أو تافهة، إذا كانت شخصية طيبة أو شخصية خبيثة.
تخيل لبرهة مثلا عندما يأتمنك مثلا شخص على سر فتجده بلسانه قد أفشى هذا السر فيصبح في نظرك لا شيء مجرد شخصية كاذبة نفس الشيء ينطبق على شخص دائما ما يذكر خصوصيات الناس في كل مكان وزمان وعيوبهم وتفاصيل حياتهم هل تستطيع مثلا أن تحترم هذا الشخص أو أن تثق فيه، سيصبح في نظرك شخص تافه.
لذلك نخلص بالقول إن لسان الإنسان هو خير برهان على شخصية الإنسان ومعدنه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خير أو ليصمت.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية