«جدة.. قمة الجسور».. كان هذا عنوان التقرير الإخباري الذي نشرته بوابة الشرق الأوسط الإخبارية حول اجتماع القمة العربية في الدورة الـ32 لجامعة الدول العربية، العنوان كان شاملاً ووافياً وجامعاً لكل شيء.. نعم كانت قمة جدة قمة مد الجسور.. وكانت هذه هي الرسالة الأولى التي أكد عليها الوزير أحمد أبو الغيط في المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في أعقاب صدور إعلان جدة.
الأجواء التوافقية التي كانت سائدة في الاجتماعات التحضيرية للقمة كانت تشير إلى أنها بالفعل قمة مد الجسور.. بدأ ذلك بالحضور كامل العدد في اجتماع وزراء الخارجية العرب وهو الاجتماع التحضيري للقمة.. وأعقب ذلك توافق كامل في المناقشات والتوصيات حول مختلف القضايا والملفات.. وهي نفس الأجواء التي سيطرت على الاجتماع التحضيري للجوانب الاقتصادية الذي ترأسه محمد الجدعان وزير المالية السعودي.
إنها رسالة للعالم أجمع.. رسالة الجسور المفتوحة.. فقد حملت القمة جسوراً مفتوحة سواء كان ذلك بين العرب أنفسهم أو بينهم وبين القوى المجاورة مثل تركيا وإيران وأيضاً بينهم وبين القوى العظمى سواء الولايات المتحدة أو أوروبا والصين وروسيا.
حضور الرئيس الأوكراني زيلينسكي كان مفاجأة مذهلة للكثيرين وأثار تساؤلات عديدة عندما تواترت أنباء حضوره قبل ساعات من بدء أعمال القمة.
لكن الوزير فيصل بن فرحان أزال اللغط وأجاب عن السؤال الذي شغل بال الكثيرين.. لماذا حضر زيلينسكي؟ تصريحات الوزير السعودي جاءت في إطار العنوان الشامل للقمة وهي قمة الجسور.
الوزير أكد على موقف العرب من الأزمة الروسية الأوكرانية وقال إن الموقف واضح وهو الحياد الإيجابي، أي أن العرب يقفون على الحياد ولكن بإيجابية تتمثل في بذل الجهود مع الطرفين من أجل إنهاء الأزمة.. وأنه في إطار بذل تلك الجهود والاستماع للطرفين كان حضور زيلينسكي – والكلام للوزير بن فرحان – الذي قابله رسالة من الرئيس الروسي بوتين للقادة العرب شرح فيها الموقف الروسي كاملاً.. أي أن القادة العرب كانوا منفتحين من خلال بناء الجسور مع الطرفين الروسي والأوكراني.. لم ينحازوا إلى طرف ضد الآخر.. ولكن فقط اتباع سياسة مد الجسور التي كانت الاستراتيجية الرئيسية لأعمال قمة جدة.
إن حرص الرئيس الأوكراني ومن يقف خلفه سواء الولايات المتحدة أو أوروبا على حضور القمة العربية، يؤكد ثقل الدول العربية وأهمية الدور الذي تلعبه مصر والسعودية ودول الخليج في المعادلة السياسية العالمية.. وهو نفس المعنى الذي يؤكده حرص القيادة الروسية على توجيه رسالة للقادة المشاركين في القمة وما تلاه من بيان للسفارة الروسية في القاهرة.
لقد أكدت قمة جدة أن العرب في وحدتهم قوة وأنهم منفتحون على العالم ويسعون إلى التوافق والسلام من أجل الاستقرار والتنمية وتحقيق رفاهية الشعوب.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية