السيرة الذاتية لإبليس، هذا عنوان كتاب جديد .. والعنوان كله جديد ومبتكر، وإبداعي، ويمتد الإبداع لمؤلفه فائز محمَّد الشَّكرجي عراقي المولد عروبي الثقافة، إماراتي المعيشة والعيش، يمتد الإبداع الي محتوى الكتاب فقد ذكر في مقدمته إنَّ (إبليس) كان من الجنِّ وعُرف في سابق عهده عبدًا مؤمنًا، فأكرمه الله وجعل منزلته مع منزلة الملائكة في علِّيِّين، لكنَّ عاقبة أمره كانت سوءًا عندما أطاع هواه وفسق عن أمر ربِّه وأظهر الحسد والكبر، فخسر إيمانه وانسلخ من عبادة الرَّحمن وأُخلد إلى الكفر والعصيان وأمسى شيطانًا رجيمًا ملعونًا ومطرودًا من رحمة الله ،(بِئْسَ الاِسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ) الحجرات 11.
وضم الكتاب بين دفتيه في الجزء الأوَّل عددا من الموضوعات التى تركزت علي استعراض سيرة إبليس وخلقه ونشأته وتعبده لله تعالى ثم خلق آدم عليه السلام، وعصيان إبليس لأمر الله تعالى بالسجود لآدم وما تلا ذلك من أحداث وحوارات.
ثم انتقل الشكرجي للحديث عن إبليس والشريعة الإسلامية وإزكاء التعصب المذهبي، متناولا إبليس والسلطة الدينية.
وتفصيل بدأ فائز الشكرجي في الربط بين نشأة حركات الاسلام السياسي والأب الروحي لهذه الحركات وهو حسن الصباح، مستعرضا أساليبه، شارحا مكونات مدرسته، ليعرج بعد ذلك الي الإسلام السياسي في العصر الحديث، ثم تجديد خطابهم الديني (العقدة والعقائدية). وأفرد مساحة لابأس بها لتناول الإسلام السياسي في الحكم، آراءهم والايديولوجيات والأفكار التى تحكمهم.
ثم استعرض في فصل ختامي مستقل صفات وأعمال وأصناف أعضاء جماعات الإسلام السياسي.
واختتم الكتاب بالتأكيد علي طبيعة مؤلفه قائلا: إنَّ كتابي هذا ليس كتاب فقه أو تفسير أو تاريخ؛ بل هي (رواية) عن صراع الخير والشَّرِّ ومزيج ما بين الواقع والخيال ، اقتبستها ممَّا فهمته من كتاب الله وسيرة أنبيائه ونهج عباده الصَّالحين، غايتها كشف ومعرفة عدوِّ البشريَّة (إبليس) فإنَّ معرفة العدوِّ تساهم في الوقاية من شرِّه.
صدر الكتاب عن دار «كتاب للنشر والتوزيع بدولة الإمارات العربية المتحدة» في طبعته الأولي للعام ٢٠٢٣م في ١٨٢ صفحة من القطع المتوسط” وقد تم تنظيم حفل لتوقيع الكتاب بمعرض ابوظبي الدولي للكتاب حضره نخبة من الأدباء والشعراء والمثقفين العرب، الذين حرصوا على اقتناء الكتاب بدافع شخصي وللإطلاع علي السيرة الذاتية لإبليس رغم أن الجميع يعرفها إلا أن ابتكارية العنوان دفعتهم للحرص علي الاقتناء والاطلاع على محتواه.
المجالس: بقلم رضا هلال
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية