«احصل علي خصم 30% في حالة التقديم مبكرا للجامعة، احصل علي خصم 40%، احصل علي خصم 65%، احصل علي خصم 50% في حالة التقديم المبكر ،احصل علي خصم 20%» تلك هي لافتات الإعلانات المنتشرة عبر الصفحات الرسمية لبعض الجامعات الخاصة .
لنجد هذا « الأوكازيون» في سابقة جديدة، نراها لأول مرة، الأغرب أن هذة الإعلانات لم تكن للجامعات حديثة الإنشاء فقط، وأنما أعلنت أيضا جامعات قديمة المنشأة تلك التخفيضات في محاولة منهم لاجتذاب الطلاب.
وهذه التخفيضات جعلت أولياء الأمور والطلاب يهروالون حتي يحصلوا علي السبق والتقديم، بل و الأكثر غرابة أن إعلانات التقديم كانت تضمن أن التقديم «يحجز مكان لك بالجامعة»، جامعة واحد رأيت ضمن إعلان الخصم التي روجتة علي «السوشيال ميديا» تأكيد إذا لم يطابق مجموع الطالب مع الحد الأدني الذي سوف يتم تحديده من قبل وزراة التعليم العالي سوف ترد المصروفات كاملة بدون خصم، ولكن بعض الجامعات الآخري التي أعلنت عن خصومات، لم تعلن مثل هذا التنويه.
كما أن هناك جامعات بدأت في فتح باب التقديم على أساس تنسيق بدرجات وعلى أساسها كانت تقبل وترفض الطلاب، حيث جاءتني شكوي من طالب تم رفض تقديمة بجامعة ما، لأن مجموع درجاته لم تصل للحد الإدني للكلية، في الوقت الذي لم يعد أي حدود دنيا رسمية من قبل وزراة التعليم العالي.
وهذا خطأ قانوني فليس من حق الجامعة أن تعلن عن حدود دونيا للكليات قبل إعلانها من مجلس الجامعات الخاصة والأهلية التابع لوزارة التعليم العالي، كما أنه غير قانوني أن يفتح باب التقديم قبل الإعلان الرسمي للتنسيق.
الجامعات الخاصة تعاني من عشوائية التقديم وعبث، ذلك بسبب أعتماد التقديم علي الأسلوب الورقي الذي يتخلله الواسطة والمحسوبية، وعدم الشفافية وتحقيق العدالة، الأمر الذي دفع وزارة التعليم العالي منذ عامين أن تعلن عن تنسيق إلكتروني للجامعات الخاصة والأهلية، ولكن هذا النظام اثبت فشلة منذ السنة الأولي .
حيث طبق النظام الإلكتروني للتنسيق الجامعات الخاصة بالعام الدراسي 2021 /2022، وعندما طبق طبق بشكل عشوائي بشكل غير مدروس، فأعلن عن فتح باب التقديم في وقت متأخر من أطلاق تنسيق الجامعات المصرية، بخلاف وجود 3 جامعات أهلية بدأت في نفس العام وكانت تنسيقها أقل منها بحوالي 5%.
تأخر بدء التنسيق في ظل هذة الظروف، جعل الطلاب تسكن نفسها في الجامعات الحكومية والأهلية الجديدة، ثم إن بدأ تنسيق الجامعات الخاصة التنسيق الإلكتروني لم يجدوا طلبة، حتى أن كليات الهندسة والطب خاصة، في بعض الجامعات الخاصة لم يتقدم لها سوي 15 طالب من أصل عدد كان يصل إلى 600، بخلاف أكثر من ألف طالب كانوا يظلوا منتظرين علي قائمة «الوايتنك» بالجامعة.
ثم بدأت الوزراة تعدل شيئاً ما في التنسيق خلال العام التالي 2022/2023، وجعلت تنسيق الجامعات الخاصة إمكانية التقديم المباشر مع التقديم الإلكتروني، وفصلت الجامعات الخاصة عن الأهلية، ولكن هذا العام تم افتتاح الجامعات الأهلية الـ12 المنبثقة من الجامعات الحكومية، والتي أثرت علي نسبة الإقبال علي الجامعات الخاصة أيضاً، ولكن كان الوضع أفضل في هذا العام .
اعتقد كل هذا المشهد ما جعل بعض الجامعات الخاصة تسرع لما تعلنه من نسب وخصومات، لتضمن اكتمال أعدادها، لنشهد «أوكازيون فريال» للجامعات الخاصة، و ما ساعدها أكثر علي ذلك قرار المجلس الأعلي للجامعات بعودة التقديم المباشر للجامعات الخاصة والأهلية دون الإلتزام بتنسيق إلكتروني من قبل وزراة التعليم العالي.
ليعود مرة أخري مشهد تكتل الطلاب علي استمارات التقديم بالجامعات، ويعود معها استغلال بعض الجامعات الخاصة للطلاب يجعلهم يقدمون علي الاستمارة التي تترواح مبالغها من 700 جنيه لـ 1000 أو أكثر، وتستمر في فتح باب الحجز للأستمارات حتي بعد اكتمال اعدادها .
الحقيقية مشهد نود أن لا نراه كل عام، كنت أتمني أن ينظم تنسيق إلكتروني للجامعات الخاصة والأهلية الجديدة،ليضمن شفافية وعدالة الاختيار، و يتم بشكل مدروس بحيث لا يؤثر بالضرر علي الجامعات، ولكن إلغاء التنسيق الإلكتروني والعودة للتقديم المباشر ما هو إلا فشل في تحقيق النظام والعدالة،و أتمني أن يناقش مجلس الجامعات الخاصة والأهلية و وزراة التعليم العالي هذا الأمر.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية