ما حدث في ليبيا يعد صرخة حقيقية، لكي ينتبه العالم إلى أننا أصبحنا نحصد تأثير التغيرات المُناخية على العالم بشكل سريع، فقد تسببت العاصفة «دانيال» بوفاة الآلاف، وهو ما يجعلها أول دولة عربية تدفع فاتورة بهذا الحجم للتغير المُناخي العالمي.
فتأثير التغيرات المُناخية لا تتم بشكل فردي على فرد دون الآخر نتيجة للتلوث على سبيل المثال، بل إن تأثيره يُحدث كارثة على الدول بسُكانها، فقد ضربت العاصفة دانيال الجمهورية الليبية الشقيقة ودمرت مناطق تدميرًا شاملًا، واختفت أحياء بالكامل بسبب الفيضانات.
ويمكن القول أنه لا توجد دول تضمن عدم حدوث الكوارث الطبيعية فيها نتيجة التغيرات المُناخية، والذي أصبح واحدًا من أهم القضايا العالمية، وأصبحت هذا الملف الشائك في مكان الصدارة على أجندة كافة الاجتماعات الدولية والإقليمية، وصار العمل المُناخي واحد من أهداف التنمية المُستدامة.
هذا التحول التاريخي في المُناخ العالمي، والذي يتحدى الوضع الراهن لا يضمن استقرار دولة دون أخرى، لذا كان لابد من أن نغير طريقة ونظرتنا للبيئة المُحيطة، وطريقة تفكيرنا فيما نقوم به من أعمال، بما يتفق مع شكلته الخريطة المُناخية من تغيرات أصبحت تهدد العالم، فلم يعد تغير المُناخ موضوعًا بيئيًا فحسب، بل أصبح موضوعًا تنمويًا له تأثير مباشر على كل قطاعات الدول الاقتصادية، والزراعية، والتجارية، والصناعية.
لهذا دعت الحاجة إلى ظهور مهارات تكون صديقة للبيئة، ليس فقط استجابةً لأزمة المُناخ العالمية، ولكن أيضًا لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة، وأطلق عليها «المهارات الخضراء»، وذلك بإعادة تشكيل المهارات بما يضمن الحافظ على البيئة.
وتشمل «المهارات الخضراء»، في مُجملها جميع المهارات التي تساهم في الحد من التلوث والحفاظ على الموارد الطبيعية، كحل لمعالجة تأثير التغيرات المُناخية على البيئة، وكفرصة لتطوير المهارات واستثمارها، وخلق فرص عمل خضراء تعزز ريادة الأعمال الخضراء.
وهذا الأمر يتطلب بذل الجهود لمواجهة آثار وتحديات التغيرات المُناخية، التي أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، وأن يتعاون صُناع السياسات والمنظمات والأفراد معًا؛ لسد الفجوة بين تطوير المهارات التي يحتاجها الفرد والمجتمع والنظام البيئي بما يحقق الاستدامة ويمنع التلوث.
كاتبة وباحثة في العلوم الإدارية وفلسفة الإدارة
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية