رائحة الموت قد انتشرت في كل مكان في مدينة درنة الليبية، جثث الأشخاص منتشرة في كل مكان في الطريق العام وأمام المباني والوضع أقل ما يقال عنه كارثي.
دموعنا لن تساعدهم في هذه المحنة الشديدة جدا، كلمة نواسيكم لن تكفي ولو قليلا على حجم هذه المعاناة من صرخات قلوبهم على فقدان كل عائلاتهم، قال أحدهم قد فقدت 80 شخص من عائلتي وأحبابي، كان في وضع صعب جدا وكأنه في كابوس لا يستطيع حتى أن يستوعب ما حدث.
إلى جانب ذلك صرخات الأطفال الذين ينادون أمي، أبي لكن من سيخبروهم أنهم أصبحوا يتامى وأنهم لا حول لهم ولا قوة، وأنهم أصبحوا مشردين، من سيواسيهم، من سيقف إلى جانبهم حتى جيرانهم قد ماتوا، أقربائهم قد ماتوا مشاهدهم تمزق القلوب.
هل من مغيث لمساعدة هؤلاء الناس؟ لماذا إلى حد الآن لم تحرك الكثير من الحكومات ساكن لتنقذ ما تبقى؟
لماذا إلى حد الآن لم يتم جمع التبرعات لإغاثة أطفال قد تشردوا؟
لماذا إلى حد الآن لم يتم مساعدتهم على انتشال الجثث العالقة في كل مكان؟
ليبيا قد صرخت لسنوات عدة وهي تعاني الويلات من ويل الحرب إلى كارثة طبيعية حصدت أكبر عدد من الأرواح البشرية في ظل تجاهل العرب للوضع الليبي.
أليسوا إخواننا مسلمين وبحاجتنا الآن وهم يعانون وأصوات صراخهم يتعالى لكنه غير مسموع، وظلوا بمفردهم يطلبون من بعضهم البعض المقاومة وكم من كلمة قاوم قد قالها الليبيون.
هل تعلمون بماذا نختلف عن تركيا عندما وقع الزالزل في تركية الجميع قد لبسوا الأسود وأعلنوا الحداد ومشاهير تركية قد استغلوا شهرتهم لجمع أكبر عدد من التبرعات لناس وقد وقفوا إلى جانب بعضهم إلى أن تخطوا الكارثة، لكن في ليبيا ماذا فعلنا نحن كعرب؟
ماذا فعل مشاهير العرب والإعلاميون والحكومات العربية، لا شيء في ظل تفاقم الوضع والعجز عن السيطرة على حجم الكارثة.
يا عالم ما حدث في ليبيا قد تجاوز ما خلفته الحرب السنوات الفارطة، الناس هناك قد ماتوا ولازالت جثثهم عالقة أليس من إكرام الميت دفنه والآخرين الآن قد يموتون من التشرد والجوع والبرد في ظل عدم وصول مساعدات لهم، وفي ظل عدم وصول العديد من فرق الإنقاذ لهم.
يا عالم ليبيا الآن تستغيث وبحاجة الجميع، أطفال ليبيا الآن قد تشردوا، طفل صغير جدا كان يبكي وينادي والدته ويسألها أين أنتي لكنها لن تستطيع أن تجيبه لأنها قد رحلت عن الدنيا وأصبح هو مشرد بدون أي ذنب.
والوضع هنالك قد تجاوز الحدود، وجوه حزينة قد فقدت كل معاني الحياة، وأصبحت أيامهم كوابيس وفواجع لا تنتهي وسط أوجاع فقدان جميع الأحباب.
مدينة بأكملها قد غرقت وتدمرت في ظل غياب دور المنظمات الإنسانية والحكومات والدور الحقيقي للإعلام، ما أثار استفزازي مراسل قد طرح أسئلة غريبة وعجيبة على الأطفال يموتون من الألم على فقدان عائلاتهم ويموتون من الجوع في الشارع وهو يسألهم عن طموحاتهم وعن مستقبلهم، سؤال أقل ما يقال استفزازي عن أي مستقبل يتحدث وهم الآن قد يموتون من الجوع في اليوم التالي، لم يفكر حتى أن يواسيهم بل زاد حجم معاناتهم، والله غريب ما يحدث في هذه الأمة التي فقدت حتى معاني الإنسانية في ظل هذه المصائب.
وهل يتخيل العقل أن حتى المقابر أصبحت جماعية وأن رائحة الموت في كل مكان في درنة وأن الأحياء يتجولون بين الجثث وأن الوضع صعب جدا وأقل ما يقال عنه صعب.
أتوجه بنداء استغاثة للوقوف إلى جانب درنة في هذه الكارثة # درنة ليبيا.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية