القصف الإسرائيلي علة المستشفى المعمداني وما يحدث منذ يوم 7 أكتوبر في غزة وفق قانون المحكمة الجنائية الدولية جريمة حرب مكتملة الأركان وفق نظام روما الأساسي.
ولأن السلطة الفلسطينية طلبت من المدعي العام التحقيق في الجرائم السابقة للاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وما تعرضت له المحكمة من هجوم متواصل من الغرب والولايات المتحدة بالتحديد إلا أن المدعي العام مستمر في التحقيق.
وهي فرصه مهمة للسلطة الوطنية الفلسطينية أن تسارع بتقديم مذكرة جديدة حول جريمة الحرب الجديدة والتي تمت بجميع عناصرها الثلاثة وجميع أنواعها الـ 46 جريمة كما ورد في الميثاق.
فلو راجعنا المادة 8 من ميثاق روما سنجد أن كل ما ورد فيها من جرائم تم تطبيقه من الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة.
وبالتالي هي فرصة للمبادرة بتقديم الطلب وعلى المنظمات الحقوقية ووزارات العدل في الدول العربية والدائرة القانونية في الجامعة العربية إعداد مذكرة تفصيلية بهذه الجرائم وتقديمه فورا.
فما جري في غزة خلال الأيام الماضية خالف أصلا قوانين الحرب التي نصت أن يكون رد الفعل موازي للفعل، ولكن مما حدث هو عدوان جسيم مع تأييد من الدول التي تدعي أنها تحمي حقوق الإنسان، وعلى رأسها البرلمان الأوروبي الذي خرس ولم يتحرك حتى ببيان إدانة لما يحدث ونفس الأمر لمنظمات دولية مثل العفو وهيومن رايتس ووتش الكل صمت ولم يصدر حتى بيانا إدانة.
فلو أصدرت أي منظمة بيان إدانة لما يحدث من جرائم حرب في غزه سوف تغلق هذه المنظمات فورا بدون تردد من قبل حكومات سقط عن وجهها برقع المدنية والحرية وأصبحوا يشاركون المجرم جريمته.
أوروبا والولايات المتحدة لا يستطيعون بعد اليوم الحديث عن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية فقد ضربوا هذه المبادئ الإنسانية في مقتل وأصبحت بلا قيمة بعد أن تخلوا عنها في أول اختبار حقيقي.
فهذه الدول منعت حتى الكلام عن الناس لتستنكر ما يحدث من قتل المدنيين والأطفال والنساء وضرب الكنائس والمستشفيات والمدارس في غزة.
وسقط شجر التوت عن مزاعم الغرب أن لديه قضاء مستقل واكتشفنا أن قضائه مسيس يتحرك بالأوامر بعد أن أيدت محاكم فرنسا وألمانيا منع التظاهر ضد إسرائيل وضد جرائمها وهو ما لم يتم عندما انتشرت هوجة حرق المصاحف في أوروبا واعتبروها حرية رأي وتعبير، أما إدانة المجازر وجرائم الحرب فهي ليست كذلك.
الغرب لم يعد واحة للحرية كما كان يدعي ولكنه سجن كبير إذا تعلق الأمر بالاحتلال الإسرائيلي الغاشم.. فلا أحد يجرؤ على الكلام ولا أحد يجرؤ حتى على التعبير عن رأيه على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أحد يستطيع أن ينشر صور العنف الصهيوني ضد أبنائنا وأطفالنا ونسائنا في غزة.
إلى كل دول أوروبا والولايات المتحدة من اليوم سقط عنكم ما تدعونه أنكم بلاد الحرية والديمقراطية.. سقط عنكم مزاعمكم بأنكم حماة المبادئ الإنسانية العالمية لحماية حقوق الإنسان.. فالجرائم الصهيونية في غزة رغم بشاعتها إلا أنها كشفت زيفكم وخداعكم ليس للشعوب العربية ولكن لشعوب العالم كله.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية