أطلقت العصابة الصهيونية وحلفاءها عقب عملية «طوفان الأقصى» المباركة في السابع من أكتوبر الجاري مفاهيم وخطط حملت عناوين: «حماس يجب القضاء عليها» و«غزة ما بعد حماس» و«التهجير إلى سيناء».. وغيرها من سيناريوهات الصهاينة وحلفاءهم، ولم يطرح جهابذة السياسة فرضيات الاتجاه الآخر.
أليس من ركائز التعامل مع كارثة «غزة»، افتراض انتصار حماس وسقوط القوى المتآمرة، فماذا سيكون حال الصامتين تجاه عمليات قصف وتدمير المناطق السكنية وقتل الأطفال والنساء والإبادة لكل سكان القطاع؟
ماذا لو توافق الفلسطينيون في غزة والضفة وخارج فلسطين على دعم واختيار «حماس» قادة لدولة فلسطين المنشودة؟
ماذا لو انتفضت الشعوب وحدثت المواجهة مع الأنظمة الحاكمة في عدد من دول العالم؟
ماذا لو أباد الكيان الصهيوني الإجرامي الفلسطينيين في غزة، كما أبادت أمريكا الملايين في العراق؟
ماذا لو تدافع الصهاينة على الفلسطينيين في الضفة، ثم لبنان ثم سوريا.. وهكذا تدريجياً؟
ماذا لو زعم الصهاينة إبرام اتفاق بين العالم للقضاء على فلسطين بموافقة عربية ورعاية أميركية وأوروبية، مدللين على ذلك بمواقف دول عربية قامت بتجريم حماس وأفعالها؟
ماذا لو زعم الصهاينة دعم إحدى الدول بالمنطقة لـ«حماس» وامدادها بالسلاح، وذلك استناداً لتقارير تحمل اسم «مخابراتية» تضاهي وتشابه تقارير الأسلحة الكيماوية والذرية في العراق والتي تم بموجبها تدمير العراق، وبعدها يتم تكذيب ذلك بسنوات، فالمهم تنفيذ المخطط بتدمير هذه الدولة المتهمة بمساعدة حماس؟
والسؤال الحائر يدور حول مهمة هذا العتاد غير المسبوق في البحر المتوسط ولمن جاء هذا الحشد العسكري؟ وماذا يستهدف؟ ومن هي الدولة المطلوب الاجهاض عليها أم أنها مجموعة دول؟
ولماذا الحرب البحرية؟ ومن هي الدولة الأكثر حدوداً على المتوسط بما يسمح بصناعة معركة طويلة وممتدة؟
وماذا هو الاتفاق الذي توافق عليه بين الناتو؟
إن ما يجري في البحر المتوسط يشبه الاستعداد لحرب عالمية جديدة تستهدف منطقة الشرق الأوسط وخاصة الدولة التي مازالت باقية بالمنطقة بعد تدمير العراق وسوريا وإقصاء الجزائر.
قال لي: اصمت ولا تفكر بطريقة التساؤلات، فهذا مرفوض، وممقوت في بلادنا التي تصنف التفكير تمرد، والصمت ولاء.
أسمع يا صديقي: إن حل الدولتين في القضية الفلسطينية لن يحدث أبداً فالعصابة الدولية- قادة الدول- يتفقون على بقاء الحال هكذا، لأنه شريان بقاء الكيان في المنطقة، مشيراً إلى المستوطنات الصهيونية التي فصلت غزة عن الضفة، ومتسائلاً عن كيفية قيام دولة ليس بين شطريها رابط.
قلت له: إن الحل سيتطلب تحديد منطقة جغرافية يسكنها الفلسطينيون وتسمى الدولة الفلسطينية، ومنطقة أخرى تسمى الكيان الصهيوني.
قال ساخراً: أنت طيب كما تقولون بالعامية المصرية لمن يتصور الأمور بسيطة وسهلة.
فقلت له: وماذا عن قادتنا المدافعين عن فلسطين في كل الميادين، والقمم، والاجتماعات.
قال لي: يا بني ابعد عن السياسة فلها رجالها، وكن من الجمهور الذي يهلل لأي قول أو صورة، ولا تتحدث عن الأخطاء فهناك الكاميرات والسماعات.
قلت له: لقد نشأنا على أن الرجولة تظهر في الوقوف إلى جانب الضعيف ونصرته والدفاع عنه، والمروءة والنخوة لا تصمت أبداً على ما يجري في غزة، والحياة بدون كبرياء هي ذل وعار، والعرب لا يرضون العار.
فقال لي: سيبك من الشعارات المكتوبة، والتصريحات، ومهرجانات النداءات، والإدانات. وأعلم أن الحكم على المواقف يكون بالنظر إلى الأفعال وليس باستماع الأقوال.
قلت له: كفي.. كفي.. فقد صرنا بالصمت قطعان من الفئران.
قال لي: قبل أن نغلق هذا الحوار، عليك أن تنظر إلى الأحداث الجارية والسابقة والقادمة من خلال المخطط العالمي العام بدءاً من المليار الذهبي ومجموعة الماسونية وأموالها، واختيار بعض الحكام في العالم وفق قرارات هذه المجموعة، وهدم الأذرع الرئيسية في المنطقة وهي العراق والجزائر وسوريا، وإبقاء مصر في حالة التأرجح بين السقوط والتحرك للأمام- فقط تتنفس – لا تتقدم ولا تتدهور. إن العالم ليس متروكاً هكذا، فهناك إدارة لهذا العالم سوآءا رضيت أم لم ترضى أنت وغيرك.
انتبه جيداً ودقق فيما يجري فالمخططات مستمرة ودائمة على مدار التاريخ ولن تتوقف.
وقضيتنا اليوم هي القدرة على ممارسة دور نحافظ به على أنفسنا ونحمى بلادنا من هذه المخططات التي أدت إلى تسليح البحر المتوسط بعتاد غير مسبوق من حاملات طائرات تستوعب 140 طائرة مقاتلة وسفن حربية تكتظ بالطائرات والجنود ومسيرات ألمانية للدعم وقوافل بحرية وجوية من هنا وهناك والكل سيكتمل خلال ايام فماذا بعد ذلك؟
إن العالم يتم خداعه بشعار «ماذا بعد غزة»؟ والحقيقة تتمثل في ماذا بعد اكتمال الحشد العسكري الهائل في البحر المتوسط خلال أيام.
ماذا يجري؟ وماذا سيحدث وهي أهم فرضية ضائعة؟.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية