ما زلت أصر على الرأي بأن إسرائيل لن ترتدع أبداً عن تصرفاتها الإجرامية، وتوقف حرب الإبادة للشعب الفلسطيني، إلا بموقف عربي موحد يتسم بالحسم من خلال التلويح بقدرة المعطيات العربية على إيقاع الضرر بدول المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، فلا المناشدات ولا الإدانات ولا الشجب والاستنكار كاف بردع إسرائيل عن مواقفها الغاشمة. وحتى المظاهرات العارمة التي تحتاج العواصم العربية والأوروبية تأييداً للقضية الفلسطينية كافية بوقف آلة الحرب العسكرية التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
لقد استنفدت الأمة العربية كل الإجراءات الواجب اتخاذها لوقف الحرب على الشعب الفلسطيني ولم ترتدع إسرائيل أو تعير اهتماماً للأمة العربية ولا لشعوبها وشعوب العالم المؤيدة القضية الفلسطينية، وفي ظل تعنت المجتمع الدولي الذي كشف عن حقيقته البشعة وتمت تعريته أمام شعوب العالم بلا استثناء، وأيضاً في ظل تأييد واسع وداعم من الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل في هذه الحرب، لدرجة أن كل المعدات العسكرية التي تقوم بإبادة الشعب الفلسطيني من صنع أمريكا.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد البشع بل تعداه إلى قيام واشنطن بعرقلة إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف هذه الحرب، وقد تكرر ذلك أكثر من مرة!، هذا هو المناخ البشع والسيئ الذي يحكم الأمور، وبالتالي ليس هناك إلا أن يكون قرار الأمة العربية موحداً في هذا الشأن، وهو التلويح للمجتمع الدولي باتخاذ إجراءات صارمة تضر بمصالح المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية.
والسؤال هو: هل لدى العرب إمكانية لذلك؟!.. والإجابة نعم، وهو أنهم يملكون الكثير والكثير الذي لو تم التلويح به في وجه هذه الغطرسة سنجد أن المعادلة ستنقلب رأساً على عقب، وسنجد المجتمع الدولي يجبر إسرائيل على وقف الحرب فوراً دون قيد أو شرط.
إذن لماذا لا تقوم الدول العربية بإنشاء تكتل عربي موحد مع مصر، للتلويح بأسلحة العرب الاقتصادية ضد المجتمع الدولي.. العرب يملكون الكثير والكثير في هذا الإطار ولو تم تفعيله سيقف العالم بأسره أمام هذا الأمر، محققاً الرغبة والإرادة العربية بوقف آلة الحرب العسكرية.
لقد آن الأوان لاتخاذ هذا القرار الحيوي والمهم، ولم يعد هناك الوقت للتخاذل أكثر من ذلك، وكفى اللعب من وراء ستار من أي دولة عربية حباها الله بالكثير من الإمكانيات، وتلهث وراء أمريكا وأي دولة كبرى داخل المجتمع الدولي، وليعرف العرب أن المجتمع الدولي وأمريكا المتغطي بهما «عريان»، ولن تجنى الأمة العربية من ورائهم إلا الخسران والندامة، وسيأتي اليوم الذي ينقض هذا المجتمع الدولي على كل دولة عربية تقف متفرجة على ما يحدث للشعب الفلسطيني، ألم تر الأمة العربية ما يحدث في العراق ولبنان وسوريا واليمن وليبيا والسودان.. ألم يشاهد العرب الخراب والدمار الذي لحق بهذه البلاد؟!!
أما الموقف المصري العظيم سيظل ثابتاً ولن يتغير أبداً، وهو المنادى بالسلام والرافع الشعار المهم وهو ضرورة استئناف المفاوضات، وتفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إضافة إلى أن حل القضية الفلسطينية لا يمكن أن يتم على حساب أي أطراف أخرى. ويبقى إذن ضرورة أن يلتف التكاتف العربي مع مصر.. فهل هذا يتحقق؟! أم سيترك العرب إسرائيل تبرطع كما تشاء دون حسيب أو رقيب وفي ظل شرعية دولية غائبة بفعل أمريكا.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية