من حكايات كليلة ودمنة.. أن جماعة من القرود كانوا بجبل وإذ بهم يُبصرون بعوضه تطير بالليل وكانت كالعادة تُضئ، وفرحوا بذلك وجمعوا الحطب لتقع عليه هذه الشرارة، وبدأوا في نفخ الحطب بأفواههم وجلبوا الريح بأيديهم طمعاً في أن يوقدوا ناراً يحميهم من البرد.
وكان هناك طائر قريب منهم حاول أن يُخبرهم أن هذه ليست شرارة، وسمع رجل هذا الطائر وهو يُناديهم فقال له: لا تُحاول تقويم ما لا يستقيم، ولا تأديب ما لا يتأدب لأن من فعل ذلك ندم.
وقال أيضاً إن الحجر المانع الذي لا ينقطع لا تُجرب عليه السيوف، والعود الذي لا ينحني لا يُعَالج إنحناؤه، فأبى الطائر أن يسمع كلام الرجل حتى أقترب من جماعة القرود ليُفهمهم حقيقة ضوء البعوضة وأنها ليست شرارة، فقام القرود بقطع رأسه ومات.
فقال الرجل: هذه نهاية كل من لا يسمع النصح لأنه كان كارهاً لموعظة العُقلاء. لذلك يُقال: الزم ذا العقل والكرم واسترسل إليه وإياك وفراقه، وأهرب من اللئيم والأحمق، لأن هذا اللئيم لا يُرجى له خيراً.
وقال «دمنة» كيف كان ذلك، قال «كليلة» قتله سوء فهمه، فقال «دمنة» هل كل ما يُقال صحيح، قال «كليلة» لا ولكن إذا كنت جاهل اسمعه لعله مُفيد، وإذا كنت غير جاهل أوزن ما يُقال بعقلك، فإن وجدته أتفق مع المنطق افعل به.
لم نقصد أحد !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية