ينشر موقع «المجالس» نص كلمة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة الـ72، والذي يوافق 25 يناير من كل عام؛ بمجمع المؤتمرات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفيما يلي نص كلمة وزير الداخلية:
السيد الرئيس / عبدالفتاح السيسي.. رئيس الجمهورية
بالغ التقدير والاعتزاز لتشريف سيادتكم والسادة الحضور.. احتفال هيئة الشرطة بالذكرى الثانية والسبعين لمعركة الإسماعيلية المجيدة التي نستعيد فيها مشاهد يوم خالد في ضمير الأمة المصرية حين وقف رجال الشرطة ليخوضوا واحدة من أشرف المعارك ترسيخاً لتلاحمهم وتكاتفهم وأبناء الشعب المصري ليسطر التاريخ كيف كانت تضحيات الشرطة تعبيراً عن عطاء وطني صادق ممتد عبر العصور إلى اليوم مؤمناً.. وواعياً بأهدافه.
وتجسد مراحل النضال الوطني.. مسيرة شعب عريق يدافع كعهده عن رفعة بلاده تلك المسيرة التي واصلتموها سيادة الرئيس وبذلتم ومازلتم.. الجهد والعزم لمواجهة التحديات وإعادة البناء لتحيا مصر عزيزة كريمة صامدة في مواجهة المؤامرات والأطماع فكانت ثقة الشعب واختياره.
الجمع الكريم:
تتعاظم التحديات الأمنية في ظل محيط إقليمي مضطرب.. وعالم يموج بالصراعات والمتغيرات وقد حرصت الإستراتيجية الأمنية على التعامل الفعال مع معطيات هذا الواقع من خلال ترتيب الأولويات وتقييم المخاطر والارتكاز على أسس علمية في التخطيط والمبادأة لتحقيق الاستباق الأمني في مواجهة ما يهدد أمن المجتمع واستقراره.
ولقد حققت وزارة الداخلية إلى جانب.. رفقاء الدرب بقواتنا المسلحة نجاحات مؤكدة في مواجهة الإرهاب وتقويض نشاطه وتفكيك هياكله وتجفيف منابع تمويله إلا أنه يظل خطرا قائماً يستوجب استمرار اليقظة الأمنية في ضوء محاولات التنظيمات الإرهابية استغلال تراجع الأوضاع الأمنية بالمنطقة لإعادة التمركز وتكوين بؤر جديدة تتخذها منطلقاً للتمدد واستعادة قدراتها كما تنشط تلك التنظيمات في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب الشباب وتدريبه افتراضياً ودفعه للقيام بأعمال عنف تستهدف مقدرات بلاده.
كما تسعى جماعة الإخوان الإرهابية.. لإحياء نشاطها عبر توظيف لجانها الإعلامية لترويج الشائعات وتكريس الإحباط والتحريض على العنف لزعزعة الاستقرار والسلام المجتمعي فضلاً عن اتخاذها لبعض العناصر التي قد تختلف معها فكريا كواجهة لتحقيق أهدافها المؤثمة تحت شعار «اختلاف الفكر ووحدة الهدف».
وهنا تواصل أجهزة الوزارة بالضربات الأمنية الاستباقية والحاسمة.. وبمساندة شعبية دحرها لتلك المخططات ومنع امتداد أنشطتها إلى داخل البلاد وقطع خطوط إمدادها وتمويلها والتي تتم بأساليب غير نمطية لمحاولة تفادى
الرصد الأمني حيث نجحت الجهود الأمنية خلال العام الماضي في إجهاض 129 محاولة لتكوين بؤر إرهابية واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه عدد من الكيانات التجارية تقدر قيمتها السوقية بــ 3,6 مليار جنية لتورطها في تقديم الدعم المالي لتنظيم الإخوان الإرهابي كما تحرص الوزارة على تكثيف برامج التوعية بأساليب حروب الجيلين الرابع والخامس وتفنيد الأكاذيب وتبصير الرأي العام بالحقائق.
السادة الحضور:
تتكامل جهود أجهزة الوزارة.. لمواجهة كافة صور الجريمة المنظمة وفى مقدمتها جرائم المخدرات وتعكس كميات الضبط غير المسبوقة والتي قاربت قيمتها «9 مليار جنية».. تصاعداً ملحوظاً في حركتها انعكاساً للاضطرابات الأمنية بالمنطقة حيث اتخذت العصابات الإجرامية أنماطاً جديدة في نشاطها ترتكز على محاولات تهريب المواد الخام ومكونات تصنيع المخدرات التخليقية لسهولة إخفائها والارتفاع الكبير لقيمتها التسويقية وتضطلع أجهزة المعلومات والمكافحة بالوزارة بالتصدي لتلك الجرائم وضبط عناصرها والتنسيق الفاعل مع القوات المسلحة لمنع تسربها للبلاد أو اتخاذها معبراً إلى دول أخرى.
كما نشطت عصابات تهريب المهاجرين.. على المستوى الإقليمي استغلالاً لتراجع قدرة بعض الدول على تحقيق سيطرة كاملة بمناطقها الحدودية، وفي هذا الإطار.. نجحت الضربات الأمنية المكثفة في تقويض عمليات تهريب المهاجرين انطلاقاً من البلاد وضبط القائمين عليها وإجهاض محاولات غسل الأموال المتحصلة منها والتي بلغت العام الماضي ما يقرب من 253 مليون جنيه.
وترسيخا لدعائم الأمن والاستقرار.. تحرص الوزارة على مكافحة الجريمة الجنائية بشتى صورها حيث حققت نجاحات نوعية في القضاء على العديد من البؤر الإجرامية والتشكيلات العصابية والتصدي للجرائم الضارة بالاقتصاد الوطني حيث بلغت قيمة مضبوطات جرائم الأموال العامة نقدياً ومستندياً 3.7 مليار جنيه ويأتي الانخفاض الملموس والمتتالي لمعدلات ارتكاب الجريمة وفقا للإحصائيات السنوية والتي بلغت هذا العام 13.9 % مقارنة بالعام السابق انعكاساً لجهود متواصلة بذلتها أجهزة البحث بالوزارة وترجمة لنجاح جهود الدولة في القضاء على العشوائيات والتي كانت تشكل بيئة حاضنة للأعمال الإجرامية.
وفي إطار مواكبة التطور العلمي في مجال العمل الأمني.. والذي يرتكز على التوسع في توظيف التكنولوجيا لخدمة أغراض الأمن فقد تم تطوير منظومة الأدلة الجنائية ودعمها بمعامل جنائية تخصصية وفقاً لأعلى المقاييس الدولية وتم استحداث «مركز العمليات الأمنية» وتزويده بأحدث التقنيات والوسائل التكنولوجية لإدارة ومتابعة المهام الأمنية الميدانية وتحليلها باستخدام الذكاء الإصطناعي وبما يكفل الحفاظ على التفوق الأمني في حماية أمن وسلامة الوطن والمواطن.
السادة الحضور:
عقب مرور عامين من انطلاق التجربة المصرية.. في تطوير مفهوم العدالة الإصلاحية بتحويل المؤسسات العقابية إلى مراكز إصلاح وتأهيل أثبتت التجربة نجاحاً متميزاً في تحقيق مستهدفاتها في تقويم سلوك النزلاء وتنمية مهاراتهم المهنية والحرفية والتي ساهمت في إقبال العديد من المفرج عنهم على الاندماج في المجتمع والابتعاد عن الجريمة بمعدلات فاقت المتوقع منها.
ولقد استحوذت التجربة المصرية على أنظار المجتمع الدولي.. حيث أشادت بها المنظمات الدولية المعنية باعتبارها أحد أبرز التجارب خلال الفترة الأخيرة في مجال تحسين ظروف الاحتجاز وفي هذا الصدد.. تم استقبال وفود العديد من الدول الأجنبية الكبرى للوقوف على تفصيلات التجربة ونقلها إلى بلادهم.
وامتداداً لدورها المجتمعي تحرص الوزارة.. على رفع الأعباء عن كاهل أهالينا من محدودي الدخل بالتوسع في المبادرات التكافلية وتيسير تقديم الخدمات الأمنية الجماهيرية لاسيما لكبار السن وذوى الهمم واستحداث مراكز متطورة ثابتة ومتحركة لإتاحة تلك الخدمات دون عناء.
كما يجرى تطوير أنشطة مبادرة «جيل جديد».. بهدف الارتقاء بالمستوى الثقافي والفكري لدى براعم المناطق الحضارية الجديدة وامتدادها لأولياء أمورهم وإدراكاً لأهمية إطلاع النشء على البطولات التي سطرتها تضحيات أبناء الشعب المصري العظيم لغرس قيم التضحية والفداء في نفوسهم.. سيتم تنظيم الملتقى الرابع لمبادرة جيل جديد خلال الأيام القليلة القادمة بمدينة بورسعيد الباسلة.
الأخوة والأبناء.. أعضاء هيئة الشرطة:
تحية لكم.. وأنتم تواصلون بجهودكم المتفانية عطاء أجيال من رجال الشرطة سبقتكم في تأمين مسيرة العمل الوطني.
وفي هذه المناسبة.. التي يحفظها التاريخ لهيئة الشرطة نتذكر بكل العرفان شهدائنا الأبرار من الشرطة الأبية وقواتنا المسلحة الباسلة على امتداد التاريخ واختلاف المواقع ذاكرين فضلهم وعظيم عطائهم كما نتوجه بتحية إعزاز .. لمصابينا الأبطال داعياً المولى عز وجل لهم بالشفاء التام حتى يعودوا لصفوف الواجب.
السيد الرئيس:
لقد أثبتت الأحداث الإقليمية والدولية رشد رؤيتكم.. حيث استطعتم بحكمة واقتدار مواجهة التحديات وفى لحظات الحسم حين تعالت الأصوات كان انحيازكم الواضح.. وبصدق.. للمصالح العليا للبلاد ودفاعكم القوى عن الحق للعبور بالوطن إلى آفاق الأمن والاستقرار.
وتجديدا للعهد يؤكد رجال الشرطة.. بأن يظلوا بإذن الله خلف قيادتكم الحكيمة فداء لمصر وحراسا لأمنها مدركين أهمية استمرار اليقظة والجاهزية لإنجاز مهامهم في حفظ أمن الوطن والمواطنين.
حفظ الله مصر ورعى شعبها من كل سوء.. وأدام عليها بفضله وجهود أبنائها.. الأمن والأمان.. إنه تعالى نعم المولى ونعم النصير.
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية