يقولون الصديق وقت الضيق، والحياة بدون أصدقاء ليست لها جدوى ومعنى، ويعظمون كلمة لم تعد موجودة أصلا، كلمة اندثرت منذ عهد أفلاطون.
كلمة الصداقة ماذا تعني؟
هل تعني المصلحة؟؟؟ أو أن تعتبر صديقك عصا سحرية تحقق لك كل مصالحك حتى لو كانت على حسابه.
هل كلمة الصداقة تعني إفشاء الأسرار والخصوصيات؟
أم كلمة الصداقة تعني الحسد والغيرة والمنافسة الدائمة؟
أين الصديق الذي يحبك مثلما يحب نفسه؟
أين الصديق الذي يتمنى لك الخير من كل قلبه؟
أين الصديق الذي يحفظ أسرارك ولا يفشيها؟
أين الصديق الذي يحميك وينصرك على أعدائك؟
أين الصديق الذي يكون دواءك وليس داءك؟
أين الصديق الذي يلملم جروحك ويخفف أوجاعك؟
أين الصديق الذي يتمنى لك النجاح والذي يحرص عليك؟
أين الصديق الذي ينصحك مثلما ينصح نفسه؟
اليوم اندثرت كلمة الصداقة من القاموس وحلت محلها المصلحة والنفعية.
صديقك اليوم يعني بمعنى آخر صديقك في الشر والسعي لتدمير الناس والآذية صديقك في النميمة.
صديقك يعني مفجر أسرارك وليس صندوق يحفظ كل أسرارك وخصوصياتك.
صديقك ستجده هو أول من يفكر في القاءاك إلى الجحيم وليس من يمسك يديك ويطبطب عليك بطيبة خاطر ومعروف.
في هذا الزمن أجمل شيء يفعله الإنسان في حق نفسه أن يتعلم أن يعيش لنفسه، يكفي ما تلقاه قلبه من صدمات وطعنات وخيبات ظن وغدر وخيانة.
تعلم أن تجعل علاقاتك سطحية، كن لطيف مع الجميع وكن صدرا رحب مع الجميع وعامل الجميع باحترام، لكن لا تجعل من أحد مقرب في حياتك، ضع مسافة أمان لكي لا تؤذي نفسك وتنجرح وتنصدم.
عش لنفسك في عالمك لكي لا يتلوث بالعالم الخارجي المزيف، ضع أهداف وحققها، كن مسالم لا تؤذي أحد، لكن ركز في حياتك ولا تهتم لعدد الأصدقاء في حياتك، الغي العالم الخارجي من دائرة تفكيرك وركز مع نفسك، تعلم أكثر، اطمح أكثر، فكر أكثر، اصنع هدوء أكثر، اصنع صفاء مزاجك بموسيقى هادئة وفنجان قهوة وركز مع نفسك.
لن تجد حتما أي وقت لكي تقدمه لأشخاص لا يستحقونه بل ستجد أنك في المرتبة الأولى وأن لك أولويات وأن عقلك مرتب وأن مزاجك معتدل وأن قلبك سليم وأن حياتك أجمل .
وتذكر أن العباقرة الذين عرفهم التاريخ كرسوا أنفسهم لأنفسهم وفهموا عقولهم ووضعوا أهداف وحققوها.
وتذكروا أن إلغاء الأصدقاء من حياتك والوحدة لا تجلب الاكتئاب مثلما يقولون بل تجلب الإبداع لأنك ستركز مع نفسك وتفهمها أكثر.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية