قديماً قال العرب هذا المثل «المعنى في بطن الشاعر» كناية عن أن الشاعر يقصد معنى آخر غير المعنى الذي استشعره القارئ، لعل هذا الشىء من جماليات فن الشعر.
ومن ذلك يقول عمنا صلاح جاهين «علم اللوع أضخم كتاب في الأرض بس اللي يغلط فيه يجيبه الأرض، أما الصراحة فأمرها سهل لكن لا تجلب مال ولا تصون عرض» ولذلك أعتقد أن شاعرنا هنا كان يقصد شخصية الرجل المراوغ الذي لا تستطيع الإمساك به، والقادر على المشي على الحبال دون أن يقع على الأرض، وبذلك يستطيع هذا الرجل التخلي عن كل شىء من أجل أن يصل إلى غايته الشخصية على رقاب الجميع، لا يحرك ساكناً إن صادف من أقوى منه.
وبمجرد أن يمر ذلك الشخص الأقوى يعود كما كان يهدم القيم ويدوس على رقاب الخلق دون أن يشعر بأى ألم، ويقفز على أكتافهم للوصول إلى صاحب القرار وصاحب الأمر حتى يجلس على مقعد بجواره ليسمعه من طرف اللسان حلاوة، «ويروغ منك كما يروغ الثعلب».
ولديه سياسة يسير على طريقها للهروب الدائم من أي موضوع يطرح عليه، ففي المجالس يجلس ويسمع وربما يؤيد بمجرد انتهاء الكلام لا يعيره أي اهتمام، لا يعترف بصدق القول ويقول عنه كما قال الشاعر «إن الصدق أمره سهل لكن لا يجلب مال ولا يصون عرض».
لم نقصد أحداً!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية