فصل الشتاء يعد لدى البعض طقس محبب للتزلج على الجليد و للاستمتاع به من وراء نافذة في جو دافيء ومع كوب من الشاي أو القهوة وحيث تتوفر فيه كل وسائل التدفئة، لكن الشتاء بالنسبة لفئة أخرى هو الجحيم بعينه.
فهل يمكن أن نتخيل في هذه الثانية معاناة إخواننا اللاجئين وإخواتنا في فلسطين في هذا البرد.
فقد غطى الثلج كل مخيمات لاجئين والعديد منهم قد ماتوا نتيجة البرد، ابنة الشهرين تموت فقط لأنها كانت بحاجة للقليل من التدفئة.
لا توجد تدفئة ولا أغطية ولا أدنى مستويات العيش الكريم، إذ يصل بهم الحال لحرق ملابسهم ظنا منهم أنها ستدفئهم، ولا يوجد حتى الطعام في المخيمات.
في هذه الجريمة البشعة أصبح البريء هو المذنب والمذنبون لم يقع حتى الإشارة إليهم، تركوا أوطانهم رغما عنهم ولم يجدوا أحدا يمد يد العون إليهم وكأنهم إرهابيون، وكأن اللاجيء المسكين الذي ترك وطنه بدموع الحسرة والأسى أصبح إرهابيا في نظر الكثيرين.
لجوء وبرد وجوع وذل وقهر وتزويج قاصرات وتدمير حياتهن، اليوم ومنذ سنوات عديدة اللاجيء الذي اعتقد أنه أنقذ نفسه وأطفاله من الظلم الذي حل بوطنه ليجد نفسه يعاني الويلات في جحيم المخيمات، لتجد القاصرة نفسها مرغمة على الزواج في هذا السن، فقط ظنا منها أنها ستنقذ مستقبلها وحياتها لتجد نفسها فيما بعد قد تدمرت وخسرت كل حياتها.
لم لا ترحمون من في الأرض ليرحمكم من في السماء، ألا يعلم البعض أن الرحمة من أهم الأشياء التي أمرنا بها ديننا الإسلامي وأمرنا بها أنبياء الله، لكن من في الأرض يرحمون الكلاب والقطط ولا يرحمون البشر.
لنتذكر أن اللاجئين لم يختارو هذا القدر المؤلم ولم يهتز العالم إلى وجعهم ولا المنظمات التي تدعي الإنسانية وهي ليست إلا مجرد وهم .
الملايين في المخيمات يلاقون أسوأ مصير عرفته البشرية وتاريخ العار، حتى من البرد لم يسلموا، والمنظمات التي تندد بحقوق الإنسان ليست هنا في سبات عميق ولم تحرك ساكنا ولازال البعض يستغلون هذه المأساة التي تحدث في صحراء المخيمات للزواج من القاصرات ومن ثم رميهن.
وسجل يا تاريخ وصمة العار التي تجرد فيها الناس من إنسانيتهم التي لا يعترفون بها إلا لتربية قططهم وكلابهم.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية