كان الاحتلال الإنجليزي لمصر سنة 1882 هو الحاكم الفعلي للبلاد، واستهدف خلق مجتمع جديد تتغير فيه القيم المادية والمعنوية في كل نواحي الحياة.
وكانت الصحافة في ذلك الوقت من أهم مظاهر التعبير عما يدور في أفكار وآراء المفكرين والزعماء والشعب، فلم تكن ثمة إذاعة أو تليفزيون أو صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد وقفت الصحافة فى هذه الحقبة أمام كل التغيرات المتلاحقة التي تهز كيان المجتمع وزحزحته حتى يسهل على الإنجليز إرساء القيم الجديدة التي تتفق مع مصالحها، وقد وجد الاحتلال العديد من الصحف التي تؤيد تلك التغيرات، والتي كانت تؤيد أفكاره وكانوا يتناولون بعض الموضوعات المتعلقة بالزراعة والطب والعلوم والتجارة والقضاء وغيرها من أوجه الحياة.
كل منهم يحاول تعميق المفاهيم الجديدة في أذهان المصريين التي لم يكن لهم بها عهد. ولا أجد في ذلك أي عناد في تخليص دور هؤلاء جميعاً بأنهم عبدة الحُكام، أياً كان الحاكم يعمل لمصلحة الوطن أو ضده، فكل منهم يحاول أن يزحف إلى مجالس الحاكم ويتمنون الاقتراب منه واستغلال أي وسيلة للوصول إليه وهو يعلم حقيقتهم ويستعملهم حتى ينتهي تأثيرهم أو ينتهي كل ما لديهم من كلام، ويصبحوا لا قيمة لهم، باختصار حتى يتم حرقهم.
لم نقصد أحداً!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية