قالت صحيفة هآرتس وهي واحده من أشهر الصحف الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بات عبئا على إسرائيل، وعليه الاستقالة بعدما عرضها لأخطار استراتيجية، وهدد تحالفها العميق مع الولايات المتحدة، التي اختارت لأول مرة منذ بدء الحرب عدم معارضة مشروع قرار لوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
الهجوم الذي شنته الصحيفة على رئيس الوزراء الإسرائيلي جاء في مقال افتتاحي بعنوان «رجل الخراب بات عبئا على إسرائيل»، وهذا يعنى أن الأمر ليس مجرد رأي لأحد كتابها ولا تقريرا إخباريا لأحد محلليها، وإنما هو رأي الصحيفة الذي يعبر عن موقفها السياسي.
قالت هآرتس إن نتنياهو يستطيع أن يضيف إلى سجل فشله الناصع أزمة أخرى مع أوثق حليف فعل كل شيء لمساندة إسرائيل منذ بداية الحرب.
واستمرت الصحيفة في هجومها العنيف قائلة: بدلا من إقدام رئيس الوزراء على الاستقالة بسبب سياسته المتهورة، والإقرار بفشله وتغيير سلوكه مع الحليف الأميركي والاعتذار للإسرائيليين عن «التسونامي السياسي» الذي ألحق بإسرائيل كارثة في 7 أكتوبر اختار المضي قدما في تحدي وإهانة الولايات المتحدة.
وأشارت هآرتس إلى أن نتنياهو لم يكتفِ فقط بإلغاء زيارة وفد إسرائيلي رفيع إلى واشنطن، بل اتهم البيت الأبيض بالتراجع عن دعم إسرائيل، والإضرار بالجهد الحربي، وجهود إنقاذ الأسرى الإسرائيليين، بل كاد يرميها بتهمة دعم الإرهاب.
وسلّط مقال هآرتس الافتتاحي الضوء على الخلافات التي تتعمق داخل حكومة نتنياهو بسبب الموقف من العلاقة مع واشنطن، وأشار إلى تأييد بيني غانتس سفر الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن.
وحسب هآرتس، فإن نتنياهو جنى على نفسه، إذ أوضحت واشنطن مرارا أن صبرها ينفد، خاصة مع تصاعد التوتر بسبب الاستعداد لعملية كبيرة في رفح، وهو ما حذر منه مسؤولون كبار بينهم نائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.
ويبدو أن وراء هجوم هآرتس الذي حمل عبارات تهديد غير مسبوقة لنتنياهو أيدي أمريكية قوية تسعى إلى توصيل رسالة شديدة اللهجة مفادها ضرورة الرضوخ للضغوط الأمريكية، وأرى أن هذا الهجوم يأتي في إطار استراتيجية جديده للبيت الأبيض في التعامل مع نتنياهو والتي بدأت بترتيب زيارة للسفاح الإسرائيلي غانتس إلى واشنطن دون أي ترتيب مع مكتب رئيس الوزراء مرورا بأول استقالة من الحكومة وتخلي الولايات المتحدة عن إسرائيل في مجلس الأمن وصولا إلى هجوم هآرتس الأخير.
ورغم كل هذه التطورات المتلاحقة فإن علينا أن لا ننخدع بما تفعله الولايات المتحدة سواء من جانب نتنياهو والبيت الأبيض أو بلينكن والخارجية الأمريكية أو قيادات البنتاجون.. فإن هذه الإستيراتيجية التي تحمل رسائل ردع للسفاح نتنياهو فإن الأمر لا يعدوكونه محاولة لتجميل صورة بايدن أمام الناخب الأمريكي خاصه مع اشتعال المعركة مع خصمه اللدود ترامب ووجود مخاوف من تأثير الحرب على غزة على سير معركة الرئاسة.. لكن الهدف واحد وهو القضاء على المقاومة وتهجير ما تبقى من الشعب الفلسطيني بعد قتل الآلاف من أبنائه.. والتاريخ خير شاهد على أن أمريكا وإسرائيل وجهان لعمله واحده.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية