الوفاء بالكلمة صفة إيجابية تُساعد على بناء علاقات قوية ودائمة، وتعزز الثقة بين الناس، ليس على المستوى الاجتماعي والعلاقات الشخصية فقط، بل أيضًا داخل بيئة العمل، فالوفاء بالكلمة في العمل ليس مجرد صفة شخصية، بل هو ضرورة لخلق بيئة عمل إيجابية تُساهم في تحقيق النجاح والإنجاز.
كما يعتبر عدم الوفاء بالكلمة من أكثر الأمور المزعجة والمخيبة للآمال، والتي قد ترجع إلى العديد من الأسباب، ومنها الأنانية حيث يفكر بعض الأشخاص فقط في احتياجاتهم ورغباتهم الخاصة، ولا يهتمون بتأثير تصرفاتهم على الآخرين.
وقد يرجع السبب؛ إلى عدم تحمل المسؤولية، حيث لا يأخذ بعض الأشخاص التزاماتهم على محمل الجد، ولا يدركون تأثير عدم وفائهم بوعودهم على سير العمل، وقد يكون الشخص غير صادق في نياته عندما يقدم وعدًا، ولا يعتزم الوفاء به من البداية.
بغض النظر عن السبب، فإن عدم وفاء الشخص بوعده يمكن أن يؤدي إلى العديد من الآثار السلبية، منها أنه يفقد ثقة الآخرين، وقد يكون من الصعب إعادة بناء هذه الثقة مرة أخرى، بالإضافة إلى أن يشعر الشخص الذي تم وعده قد يشعر بالخيبة والغضب، مما يؤدي إلى مشاعر سلبية.
وقد حث الدين الإسلامي على أهمية الوفاء بالكلمة، واعتبرها من أهم القيم والصفات الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، وأساس بناء العلاقات الإنسانية القوية، والثقة بين الناس.
يقول الله عز وجل: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ سورة النحل أية (91)
وداخل بيئة العمل تعتبر المتابعة من أحد الأشياء الهامة؛ للتأكد من أن الشخص يفي بوعده، مما يساعد في التعرف على أي مشاكل محتملة في وقت مُبكر، وإيجاد حلول لها قبل فوات الأوان، وفي بعض الأحيان، قد يكون من الضروري إنهاء العلاقة مع شخص لا يمكن الوثوق به، ولا يبذل أي جهد للوفاء بوعوده؛ لتجنب المزيد من الأذى.
كاتبة وباحثة في العلوم الإدارية وفلسفة الإدارة
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية