اعتادت صحيفة الوفد بعد فترة قصيرة من صدورها وعلى مدار عدة سنوات على تخصيص صفحة كاملة في العدد الأسبوعي بعنوان هذا الرجل من مصر، وكان يكتب هذه الصفحة الكاتب الكبير لمعي المطيعي.
كانت تلك المساحة تساهم في تشكيل الوعي وإبراز الدور الوطني لرموز مصر ورجالاتها، وكانت أيضا وسيلة لتوثيق التاريخ من خلال الشخصيات التي كان يتناولها الكاتب كل أسبوع.
وكان أستاذي جمال بدوي رحمة الله عليه من يشرف على العدد الأسبوعي بنفسه وكان يولي هذه الصفحة اهتماما خاصا لكونه مؤرخ من ناحية ولإدراكه لأهمية الدور الثقافي والفكري التي تقوم به «الوفد» في تلك الفترة الخصبة خاصة وأنها كانت لسان حال حزب الوفد.. حزب الوطنيه المصريه.. وكانت – أى الصحيفة – في تلك الفترة هي الصحيفة المعارضة الأولى في الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
ولو كان الأستاذ لمعي المطيعي يعيش بيننا اليوم وما زال يحرر صفحته التاريخية لكتب صفحتة هذا الأسبوع عن العالم الجليل الدكتور أحمد عبد العزيز ابن مصر ذلك النموذج المشرف الذى رفع رؤوسنا جميعا كمصريين.
دائما وأبدا تثبت الأيام والأحداث أن مصر ولادة.. وأن تسميتها بأم الدنيا لم يأتي من فراغ.. بل جاء من رجال يصنعون التاريخ ويضربون أروع المثل في التضحية والعطاء ليس من أجل بلدهم فحسب.. بل من أجل أمتهم وأوطانهم العربيةة. بل من أجل الإنسانيه جمعاء.
في مصر علماء في كل المجالات.. علماء وصلوا إلى المستوى العالمي بخبرات واسعة وفكر وإبداع.. من بين هؤلاء مجموعه في طب العظام على رأسهم العالم الكبير الأستاذ الدكتور حمدي عبد العظيم والعالم الجليل الدكتور أحمد عبد العزيز الذي سخر علمه لخدمة أهلنا فى غزة.
توجه الدكتور أحمد عبد العزيز إلى غزة بالقرب من خان يونس ضمن وفد طبي بريطاني رفيع المستوى وذلك من أجل رفع المعاناة عن المرضى ضحايا المجاز الإسرائيلية التي يرتكبها العدو الصهيوني كل يوم على مرأى ومسمع من العالم الذي فقد إنسانيته.
توجه الدكتور أحمد عبد العزيز إلى غزة ولا يزال هناك حتى كتابة هذه السطور من أجل المساهمة في إنقاذ أهلنا من المرضى .. توجه الرجل وهو يعلم أن ذلك من الممكن أن يكلفه حياته.. لم يتردد لحظه وقال قولته المشهورة التي تناقلتها وسائل الإعلام وماذا سيحدث إذا فارقت الحياة هنا في غزة؟ إنها رسالة آمن بها الرجل وعلى استعداد أن يدفع حياته ثمنا لها.
هذه هي مصر وهؤلاء هم أبنائها وخيرة علمائها.. هذه هي مصر التي تثبت دائما أنها الشقيقة الكبرى.. هذه هي مصر التي لا يتوقف دورها عند حدود الدبلوماسية ولا عند الحدود الجغرافية التي تستقبل المساعدات.. بل إن دورها يتعدى ذلك بكثير.. إنها مصر الرسمية ومصر الشعبية التي لا تنسى القضية الفلسطينية ولا تتوانى عن نصرة الأشقاء.. كل هذا من باب الواجب وتحمل المسؤولية التي تقع على عاتقها وتفرض عليها الكثير والكثير.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية