اصطلاح «اليوتوبيا» هو ذلك الذي يتخيل فيه الكاتب المجتمع مثاليًا. مجتمع يحيا فيه البشر في راحة وسعادة ورضا.
بالتأكيد إن هذا الاصطلاح راجع إلى جمهورية أفلاطون الفاضلة، التي تقدم رؤيته السياسية والحكم، لذلك جاءت أعمال هؤلاء الأدباء حلم المجتمع الفاضل الذي يشعُر فيه البشر بلا استثناء بالسعادة، وقد غلب على أعمالهم طابع سياسي يعتمد على عدم جواز سيطرة فئة قليلة على جميع ثروات المجتمع وتُحرم بقية الناس منها.
وتُروى في العديد من الثقافات أساطير تحكي كيف عاش كثير من المجتمعات الساحقة في حياة سعيدة، كان الحاكم فيها لا يظلم أحد ولم يجع أحد، وكانت الحياة في تلك الأزمنة تعتمد على التناغم بين الطبيعة والإنسانية، حيث تُترك فيها النفس للفطرة، فلم يعد لديهم دوافع للصراع على العيش.
وكان سائدا بين الناس أنهم شركاء في الثروة، تلك الأساطير يحاول كُتاب الأدب المثالي إسقاطها على المستقبل ويطلبون من الحاكم العدل كوسيلة وإمكانية للعيش، وأن يعمل الجميع من أجل الجميع، فكل هذا من الأحلام لأن الواقع قاس، وبه من البشر من يتمتعون بصفات أقصى من صفات الحيوانات المتوحشة، وإن الحيوانات المتوحشة لا تُهاجم أو تفترس إلا عندما تجوع.
إلا أن هؤلاء يفترسون دون أن يكونوا في حاجة للشىء الذي يتقاتلون عليه، إنهم قوم «مناكيد» هكذا وصفهم المتنبى قوم جياع يتربصون بالناس ينصبون لهم الفخاخ في طريقهم تحت نشوة الاستحواذ على كل شىء، ما أكثرهم حولنا.
لم نقصد أحدًا!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية