يُعد تيه بنى إسرائيل بصحراءـ سيناء لمدة أربعين سنة عقاباً من الله لعدم اتباع ما يُقال لهم بواسطة كليم الله «موسى». الذي أنقذهم من قهر وذُل وهوان فرعون، وخرج بهم من مصر قاصداً الأرض المقدسة. بعد أن رأوا بأعينهم برهان الله ومعجزاته من غرق فرعون وشق البحر.
إلا أنهم قالوا لموسى «قَالُواْ يَمُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوما جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُوا مِنهَا فَإِن يَخرُجُواْ مِنهَا فَإِنَّا دخِلُونَ» وقالوا له أيضاً «اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ».
وكان سبب ذلك أنهم قوم جبناء نشأوا في ظل حكم فرعون الذي رسخ لديهم الذل والخنوع والقهر. ولا يملكون الشجاعة أو الرجولة، لذلك كان عقاب الله لهم بالتيه لتلك المدة.
هذه المدة هي مدة فناء الجيل الذي يمتلك تلك الأمراض النفسية، حيث إن الشعوب التي تعيش تحت الأنظمة الاستبدادية تعجز عن حمل الرسالة والقيم الإنسانية الرفيعة، هكذا قال ابن خلدون في مقدمته، وأن عقوبة الله لبنى إسرائيل حتى لا يهلكون كما فعل الله مع الأمم السابقة التي عصيت الأنبياء والمرسلين.
وفى ذلك درس لأصحاب الهمم عندما يتعلقون بأوامر ربهم فيمنحهم الشجاعة والرجولة ويحاربون آخرين بالأسباب المعنوية والمادية. ما زال لدينا ناس تائهون بيننا يتمتعون بالخير ولكنهم رافضون الخير للناس.
لم نقصد أحداً!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية