لا حديث في الأوساط السياسية إلا واقعة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مخدعه في العاصمة الإيرانية طهران وفي مقر سري تابع للحرس الثوري الإيراني.. هذه الواقعة المدانة من حيث المبدأ تثير العديد من علامات الاستفهام حول العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.
الفقيد إسماعيل هنية له سنوات ينتقل بين دول العالم ويقيم بصفة دائمة في الدوحة عاصمة قطر وتواجد لفترات طويلة في تركيا وكان معلومًا مكانه وتحركاته للعامة وموكبه كان يخترق شوارع الدوحة أمام مرأى من الناس.. فلماذا اختارت إسرائيل إيران لتغتاله طالما يوجد قرار باغتياله ولم تنفذ العملية في أي البلدان التي تجول فيها هنية؟
واللغز الثاني كيف علم الكيان الصهيوني بمكان مبيت إسماعيل هنية وكان معه كما ورد رئيس حركة الجهاد الإسلامي والوفد المرافق لهما في نفس المبنى خاصة وإن كانت هناك معلومات أنه سيقيم في الفندق الذي تواجد فيه ضيوف حفل تنصيب الرئيس الإيراني وكيف تم تحديد مكان غرفته بدقة ووفق الرواية الإيرانية أن صاروخًا موجهًا ضرب الغرفة وأصاب هنية إصابة مباشرة.
فهذه المعلومات السرية كيف وصلت للكيان الصهيوني وكيف وصلت طائرة إلى قلب طهران أطلقت صاروخا ثم عادت بأمان الله إلى ثكناتها ولم تعترضها الدفاعات الجوية الإيرانية التي يجب أن تكون في حالة طوارئ بسبب ضيوف الحفل؟
هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة من السلطات الإيرانية فواقعه هنية ليست الأولى لكن عشرات من علماء الذرة الإيرانيين قتلوا في قلب طهران بجانب قيادات حزب الله اللبناني الذين يتساقطون يوميا بغارات في قلب معاقلهم في الضاحية الجنوبية ببيروت.
أنا شخصيًا لا أتوقع أي رد فعل من إيران والتجربة تؤكد أن التهديد الإيرانى «جعجعة بلا طحين « كالعادة حتى عندما هاجمت إيران إسرائيل فى تمثيلية هزلية وأطلقت مئات الصواريخ سقطت كلها قبل أن تصل والصاروخ الذي وصل قتل طفلة عربيه في صحراء النقب.
هناك شىء غامض في العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. هل هي عداوة وهمية لخداع الرأي العام العربي أم هناك شبه اتفاق بين الجانبين من أجل إقامة دولة شيعية كبرى بجانب دولة يهودية فى المعلومات عن مكان مبيت هنية وبالدقة ولا يمكن لجاسوس منفردا أن يرسل هذه المعلومات بمفرده إلى تل أبيب ويدخل طائرة إلى داخل طهران وتقصف مقر الإقامة وتعود سالمة.. هذا لا يتم إلا اذا كان هناك تعاون بين أجهزة وحكومات البلدين.
إيران تتلاعب من خلال أذرعها في إثارة الفرقة والانقسام في البلدان العربية مثل اليمن والعراق ولبنان ودول الخليج بتحريض الشيعة هناك وكل هذا تحت زعم قميص عثمان وهو القضية الفلسطينية.
فمنذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين لم تدخل إيران في أي مواجهة مع الكيان الصهيوني وهي غير قادرة على حماية أنصارها في سوريا وحادث القنصلية أبرز موقف وقبله قاسم سليماني وكل يوم يقصف الطيران الصهيوني قواعد إيرانية في سوريا دون أي رد فعل.
فإن كانت حجة إيران أنها لا توجد حدود مشتركة مع الكيان الصهيوني سوريا توجد بها حدود ونظام الأسد من الموالاة للنظام الإيراني ولا يستطيع أن يرفض طلبا بتواجد قوات إيرانية بأسلحتها وعاداتها والدخول في حرب مع إسرائيل.. لكن الاتفاق السري بين ملالي إيران والكيان الصهيوني يهدف إلى إضعاف الدول العربية لمصلحة مشتركه بينهما.
فلو كانت إيران جادة في عداوتها للكيان الصهيوني وأمريكا فعليها أن تأمر جماعة الحوثي بإلقاء السلاح في اليمن وتطبيق مخرجات الحوار الوطني الذى انقلبوا على بإقامة دولة مدنية ديمقراطية وأن تطلب من حزب الله التخلي عن مبدأ الثلث المعطل في لبنان وأن توقف العبث في دول الخليج فور.. ولكن هذا لن يحدث لأن إيران متحالفة مع إسرائيل للإبقاء على الوضع الحالي في المنطقة العربية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية