ستظل عبارة «أبو سليم» الشهيرة في فيلم «الأرض» ليوسف شاهين، تأليف عبد الرحمن الشرقاوي، مقياساً لبيان الفارق بين جيل وجيل آخر.
أداء الممثل القدير «محمود المليجي» بعفوية طبيعية دون تمثيل أو انفعال أو تشنج، قالها ليرد على أهل قريته عن أسباب انصراف الناس عن هموم بعضهم، ويقول في مرارة بعد أن ضم يده وخبط بها صدره: «لما كانت حياتنا متعلقة بشعرة وبيننا وبين الموت خطوة واحدة ما خفناش هجمنا بصدورنا عليه، لأننا كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة».
قالها وهو يُشاهد «محمود بك» هذا الثري الذي استطاع بعلاقته أن تفتح له الحكومة طريق أسفلت إلى قصره مباشرة دون أن يمر على مساكن أهل القرية، وهذا الطريق احتاج الاستيلاء على بعض الأراضي من القرية، وكانت أرض أبو سليم ضمن أصحاب الأراضي التي سوف يأكلها الطريق.
ولكن للأسف كان رجالة أهل القرية غير رجالة، أهل القرية أثناء ثورة 1919 عندما قاموا وتصدوا بصدورهم للاستعمار الإنجليزي دون خوف من موت أو سجن، استطاعوا أن يحصلوا على ما أرادوه وعاد سعد زغلول من المنفى، وبذلك جاء هذا المشهد الذي لا يُنسى ليؤكد أن الأوطان برجالها، وإذا وجدوا لا يستطيع أحد على ظلمهم.
لم نقصد أحدًا!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية