العجيب في هذا الزمن العجيب والغريب أننا أصبحنا نحارب كل شخص يحاول أن يلتزم بدينه ويطبق التعاليم الدينية فأصبح في نظر البعض لا يواكب التطورات.
حيث تهاجم يوميا الفتاة التي ترتدي حجابا شرعيا وكأنها من كوكب أخر رغم أنني احترمها وأحسدها لأنها فتاة اختارت الأخرة ولم تختر الدنيا ولأنها فتاة طبقت تعاليم الله ولم تختر تلك المظاهر الزائفة التي سوف تنتهي مع نهايتنا، لم تختر التعري.
مع أننا أصبحنا نعتبر التعري موضة، حتى أن بعض الرجال لا يخجلون من خروج نسائهم بملابس قصيرة وعارية جدا، لكن في المقابل تهاجم الفتاة المرتدية حجاب شرعي رغم أنها أفضل منا جميعا.
ووصل الحد بالبعض إلى التشكيك فيها والتقليل منها رغم أنها في أعلى المراتب، ونفس الشيء ينطبق عندما نشاهد شاب ملتزم بدينه ويطبق تعاليم الله يصبح كأنه من كوكب آخر، رغم أنه أفضل من الجميع.
هؤلاء الذين اشتروا الأخرة بالدنيا، شاب متقي يصلي، يخاف الله ولا يتابع الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي، ومحترم، فلا يستحق إلا كل الاحترام لأن مثل هؤلاء نادرون في هذا المجتمع.
فلماذا ندمرهم، رغم أنهم هم الذين على صواب وليس المجتمع؟
تلك الفتاة التي ترتدي حجاب شرعي وتحفظ القرآن هي ملكة منها نتعلم الكثير، فلماذا نحاربها؟ هي لم تختر هذه الدنيا التي سوف تنتهي.
أحيانا اتساءل ماذا لو انتهت حياتي وأنا لست مرتدية الحجاب الشرعي لوهلة أرغب أن أترك كل شيء يشدني لهذه الحياة واختفي، لكنني لست قوية مثلهن، وقد تراكم هذا الشعور لدي الفترة الماضية وهذه الأيام بعد تلقى خبر وفاة ملكة جمال لبنان ديما صافي.
وقبل الأمس سمعت بخبر وفاة ملكة جمال فلسطين منذ شهرين تقريبا بسبب خطأ طبي، رغم أنها كانت تركض بكل ما فيها وراء الحياة كنت من فترة لفترة أتابع بعض أخبارها كانت إنسانة تركض وراء الجلسات التصويرية وزيارة الأماكن السياحية وكانت تملك العديد من الطموحات ومن بينها ضمان مستقبل لابنتها.
وقد غادرت غزة وعاشت في مصر، هربت من غزة خوفا من الموت ورغبة في الحياة ليلاحقها الموت في احدى مستشفيات مصر بسبب خطأ طبي لوهلة انصدمت لم أصدق أنها ماتت رغم أنها كانت تحب الحياة، لم أصدق أنها رحلت عن هذه الدنيا نهائيا، لم أصدق كل ما حدث، تأثرت بموتها، وتساءلت هل لهذه الدرجة الحياة قصيرة؟
رغم أن هذه الحياة مرة، أحيانا أفقد كل شغف فيها، وأشعر أنها مجرد وهم ونحن لسنا فيها إلا قصة سوف تنتهي مع نهاية حياتنا.
ولن يبقى النجاح والشهرة والمناصب والمصالح وكم أن هذه المصالح لا تنتهي لكنها سوف تنتهي مع نهايتنا.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية