عشر سنوات وحزب النهضة يحكم في تونس، حيث غير مجرى حياة الكثيرين واستغل العديد من الشباب وحرفوا كلام الله وتلاعبوا بالدين من أجل مصالحهم السياسية.
واستقطبوا عدة شباب وأرسلوهم لجهاد في سوريا بعد أن غسلوا أدمغتهم كليا واعتمدوا معهم كل السياسات القذرة، لم نسمع سابقا في تونس عن شباب ذهبوا لجهاد.
لم نسمع سابقا عن اغتيالات للمعارضين وأمام منازلهم، لم نسمع سابقا أن أشخاص خرجوا من السجون ليقع تسليمهم مناصب وزارية في الدولة ومنهم على العريض الذي تولى منصب وزير الداخلية ومن ثم منصب رئيس الحكومة سابقا، بعد أن اوهموا الشعب أنهم قد ناظلوا في سبيل الوطن.
وأنهم قد عانوا ليعاني فيما بعد الشعب أشد أنواع المعاناة بسببهم، لست مع أي حزب في تونس ولم يسبق لي أن انضممت لأي حزب، لكن ما جعلني أهاجم دائما هذا الحزب هو ما فعلوه لشبابنا الذين قاموا بإرسالهم لجهاد في سوريا حيث تلطخت العائلات بسببهم.
معاناة قد عاشتها العائلة تلو الأخرى، أكثر قصة أثرت فيا أنا شخصيا هي قصة لشخص مات أخوه في سوريا، كان يبكي بحرقة وهو يروي تلك القصة، يروي كيف وقع التلاعب بأخيه واستقطابه ليموت في سوريا بعد أن ترك قلوب تحترق من بعده وترك ابنته الصغيرة جدا التي لا أعلم كيف ستكون نظرة المجتمع لها هذه المسكينة وهي ابنة رجل مات في سوريا.
وقصص الكثيرين، حيث قمنا بتصوير حلقات برنامج يتحدث عن إجرامهم وعن كيفية استدراجهم لشباب واستغلالهم لبعض الظروف الاجتماعية لبعض الناس وتحريفهم لدين، لكن في ذلك الحين تم منعه لكي لا تعلن جرائمهم للعلن.
فهم يستغلون كل الوسائل لتبييض سمعتهم والتبرير لأنفسهم واستخدام كل الخزعبلات وأساليب المكر والخداع لكن قد انقلبت موازيين القوى وهذا الحزب وصل لنهايته، نهاية تليق بماضيه الأسود.
تحقيقات تلو التحقيقات قمنا بها تحقيقات صادمة، وفي كل مرة كانت حجم الخسائر أكبر وفي كل مرة كنا ننصدم بفظاعة ما يحدث وخاصة قائمة الذين تورطوا مع هؤلاء المجرمين، والبعض من أجل مصالحهم الشخصية ومن أجل المناصب وبعض الأموال.
المصيبة عندما يستقطب شاب شباب مثله لهذا الحزب فقط ليحصل على نسبته ولا يهمه في المقابل مصير غيره.
وكم أعلنوا وفائهم لهذا الحزب من أجل مصالحهم وحاولوا بكل ما فيهم الترويج له بكونه حزب الشباب والحزب الذي بمثابة مصباح علاء الدين سوف يحقق لهم كل أحلامهم.
ومن هنا تبدأ اللعبة والتورط مع شبكات المافيا والعصابات الإرهابية، منهم قضاة قاموا بتسليمهم هذه المناصب لصالح الحزب، ليتم فيما بعد التستر على قضايا الإرهاب والتستر على الفساد، ومنهم العديد في أجهزة أخرى تخدم مصلحة هذا الحزب.
ومنذ فترة قد انتهت هذه المهزلة وتم إيقاف معظم القيادات وتجميد هذا الحزب ليكون عبرة لغيره من الأحزاب التي تستغل الشعب لتحقيق المصالح السياسية والمادية على حساب معاناة دولة بأكملها وفي هذا عبرة لكل من يركض وراء الأحزاب من أجل مصالحه الشخصية.
وفي هذا عبرة لكل من يبيع مبادئه وضميره من أجل بعض المصالح التي سوف تنتهي، فالمصالح ليست إلا وهم ركض خلفه بعض الناس، لأن المصلحة نفسها قد تصبح عدو لصاحبها وقد تدمره وتقضي عليه، ليجد نفسه في النهاية قد خسر كل شيء لأن ما بني على باطل فهو باطل.
وهذه قصة هذا الحزب الذي انتهى بعد عشر سنوات من السيطرة والطغيان والمكر لأن الظلم لا يدوم وبكاء العائلات على فلذات أكبادهم، ليس هين عند الله الذي حرم الظلم على نفسه.
فما بالك في شباب قد ماتوا في الجيش بأيد غدر وشباب ماتوا في سوريا وشباب قد فجروا أنفسهم وشباب قد دمروا أنفسهم وعائلاتهم، وعائلات قد تدمرت نهائيا بسبب مصالح هذا الحزب الذي انتهى وانتهت كل المصالح معه.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية