مُخطئ من يظن أن السياسة لا علاقة لها بالأخلاق، فالأخلاق تُعرف بأنها مجموعة المبادئ المحمودة التي اتفق عليها الناس، مثل الأمانة والعدل والرحمة والصدق، والسياسة هي آداب إدارة الدولة لصالح الجميع ونشر العدالة والحق والمساواة بين الناس.
فإذا تخلى السياسي عن مبادئ الأخلاق في التعامل مع الناس ينفض الناس عنه. وقد يوطد السياسي إدارته بظلم الناس، إلا أن الظلم يخلق مجتمع مليئًا بالمشاكل والتناقضات، ولا يلبث هذا المجتمع أن ينفجر في وجه الظالم، الالتزام بالأخلاق أساس استمرار السياسي.
لذلك يجب عليه أن يكون معه بوصلة الأخلاق حتى يستطيع أن يظهر له الطريق الصحيح، وأن يتقبل وجود معارضين له، فليس هناك من يرضى عنه جميع الناس، ويعتبر هؤلاء المعارضون مرآة له يرى منها أخطاءه فلا يكسرها أو يحتقرها وعليه احترامها.
لقد قالت أمثال العرب قديمًا «الرائد لا يكذب أهله» يا لها من حكمه بالغة تُلخص العلاقة التي يجب أن تكون بين السياسي والناس، فإذا كان العرب في جاهليتهم قد وصلوا إلى إدراك يُعبر عن الجهل والتخلف والظلم، ولذلك عند اختيار رائد لهم يثقون به ليس لعلمه وخبرته وشجاعته فقط ولكن أيضًا لأخلاقه، لأن الخطر يزداد ويتضاعف حين يقع الكبار في الكذب والافتراء على الناس.
لم نقصد أحدًا!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية