مصر لعبت دورًا حيويًا في دعم القضية الفلسطينية منذ بدايات الصراع أوائل القرن العشرين وحتى الآن دون تغيير، الأمر الذي يؤكد على ثبات الموقف المصري تجاه القضية والتي تعد مسألة جوهرية ثابتة لا تقبل المزايدة.
بالأمس كان موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي واضحا وحازماً خلال القمة العربية الإسلامية، مؤكداً على موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مشددًا على أن مصر ملتزمة تمامًا بدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار السيسي، إلى أهمية حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن مصر ستواصل مساعيها لتحقيق هذا الهدف من خلال التنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية، مع تسليط الضوء على ضرورة إيقاف التوسع الاستيطاني الإسرائيلي كخطوة أساسية للوصول إلى حل عادل وشامل.
والآن دعونا نلقي نظرة على المراحل التاريخية التي مر بها موقف مصر من القضية الفلسطينية:
- قبل وعد بلفور، كانت مصر تحت الاحتلال البريطاني منذ عام 1882، لكن كانت هناك روابط قوية تاريخية واجتماعية بين الشعبين المصري والفلسطيني، حيث أبدت مصر اهتماماً بقضية الاستعمار الصهيوني في فلسطين.
- في عام 1917 صدر وعد بلفور من بريطانيا الذي نص على دعم تأسيس «وطن قومي لليهود» في فلسطين. هذا الوعد أثار غضبًا واسعًا في العالم العربي، بما في ذلك مصر، التي أدانت بشدة وعد بلفور واعتبرته محاولة لتقسيم المنطقة واستغلالها.
- دعمت الحركات الوطنية المصرية خلال الفترة من 1920 – 1948، خاصة حزب الوفد، النضال الفلسطيني ضد المشروع الصهيوني. كانت هناك مظاهرات واحتجاجات شعبية مصرية تندد بالاستعمار البريطاني وبالسياسات الصهيونية.
- في عام 1936، دعم الشعب المصري الإضراب الفلسطيني الكبير الذي استمر ستة أشهر، وأُقيمت لجان دعم في القاهرة لدعم المقاومة الفلسطينية ماديًا ومعنويًا.
- شاركت مصر عسكريًا في حرب 1948 لدعم الشعب الفلسطيني بعد إعلان دولة إسرائيل. بعد الهزيمة، احتفظت مصر بإدارة قطاع غزة وبدأت تتعامل مباشرة مع القضية الفلسطينية على الساحة السياسية.
- تحت قيادة الرئيس جمال عبد الناصر خلال الفترة من 1952-1970، دعمت مصر القضية الفلسطينية وأعلنت رفضها للكيان الإسرائيلي، وقادت حركات تحرر عربية ضد الاستعمار.
- ناصر دعم منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1964 كحركة تمثل الشعب الفلسطيني، وكان له دور بارز في تأمين الاعتراف العربي والدولي بحق الفلسطينيين في تقرير المصير.
- بعد هزيمة 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وأصبحت القضية الفلسطينية أكثر تعقيدًا. واصلت مصر دعمها للقضية الفلسطينية، ودخلت في حرب 1973، في محاولة لتحرير الأراضي العربية المحتلة.
- وقّع الرئيس أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، والتي ركزت على انسحاب إسرائيل من سيناء، لكن الاتفاقية تضمنت التزامًا بحق الفلسطينيين في حكم ذاتي في الضفة الغربية وغزة.
- أثار الاتفاق انتقادات حادة من بعض الدول العربية، لكن مصر أكدت أن السلام لا يتعارض مع دعمها للفلسطينيين، بل سيساهم في تحقيق حل سياسي.
- دعمت مصر الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993) سياسيًا، ودعت إلى تسوية سلمية قائمة على حل الدولتين.
- في الانتفاضة الثانية (2000-2005)، لعبت مصر دورًا رئيسيًا في محاولات تهدئة الأوضاع ودعم المبادرات العربية لحل الصراع.
- بعد توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، استمرت مصر في دعم حقوق الفلسطينيين، مشددةً على ضرورة إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وقدمت مساعدات اقتصادية وسياسية للسلطة الفلسطينية.
- واصلت مصر جهود الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث قامت بدور محوري في تحقيق اتفاقيات وقف إطلاق النار في غزة عامي 2014 و 2021.
- مصر دعمت كل المبادرات الرامية لتحقيق السلام، بما في ذلك مبادرة السلام العربية، ودعت إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
- خلال الأزمات المتكررة في قطاع غزة، كانت مصر تلعب دورًا هامًا في تقديم المساعدات الإنسانية وفتح معبر رفح للمدنيين.
باختصار.. تاريخياً ظل موقف مصر ثابتًا تجاه دعم الحقوق الفلسطينية ورفض السياسات الإسرائيلية التوسعية، ولن تتخلى مصر عن دورها الرئيسي والثابت تجاه القضية التي تعد ركيزة رئيسية في السياسة المصرية ووجدان الشعب المصري.
موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية يرتكز على دعم الحقوق الفلسطينية وحل الدولتين، مع الحفاظ على دورها كوسيط إقليمي وداعم للمصالحة والسلام، ومناهض للسياسات الإسرائيلية التي تعرقل تحقيق حل دائم وعادل.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية