هل يعرف قادة قمة مجموعة العشرين المنعقدةً حالياً في البرازيل غزة؟ هل يمتلكون المعلومات الكافية عن جرائم الحرب التي يرتكبها الصهاينة في القطاع؟ هل تتوفر لديهم الحقائق عن حرب الإبادة الشاملة التي يتعرض لها الاشقاء أصحاب الأرض والقضية في فلسطين؟ في تصوري أن كل المعلومات موجودة لديهم لأن أغلبهم مشارك بالدعم العسكري واللوجستي والمعنوي والدفاع عن الصهاينة المحتلين في مواجهة أصحاب الحقوق.
الحقيقة المؤلمة أن بعض المجتمعين يغمضون أعينهم ويسدون آذانهم ويدفنون رؤوسهم في الرمال لأنهم أنصار الباطل ولا يعرف طريق الحق لهم سبيلا.
ويزيد من غيهم وصول ترامب إلى سدة الحكم من جديد، ومواقف الرئيس الأمريكي خلال ولايته الأولى كان معروف للجميع فهو صاحب فكرة خارطة الطريق والشرق الأوسط الجديد، التي أكمل ولايته ولم يستطع تنفيذها على أرض الواقع.
وخلال حملته الانتخابية مؤخراً وقبل فوزه في سباق الرئاسة الأمريكية، أشار صراحة إلى أن دولة إسرائيل – حسب قوله- تعيش في مساحة ضيقة جداً لا تليق بها كدولة، وبعدها بأيام صرح السفير الأمريكي في دولة الكيان، أنه لا يوجد شيء اسمه دولة فلسطين، وأن دوله إسرائيل يجب أن تتمدد على حساب دول الجوار، وإنه إذا كان لابد من إقامة دوله فلسطينية فليكن ذلك في إحدى الدول المجاورة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تدخل فيه حرب الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال المغتصب في غزة يومها 410 على التوالي، في ظل مجازر وجرائم وحرب لا حصر لها في حق الأشقاء الفلسطينيين العزل ووضعهم تحت الحصار مانعاً عنهم كل أسباب الحياة مغلقا للمعابر، ومانعاً الغذاء والماء والدواء، ومستهدفا لقوافل الإغاثة، كما أنه دمر البنية التحتية تماماً والمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء والمخيمات لتسفر تلك الحملات السوداء لتتار العصر عن ما يقرب من 44 ألف شهيداً، بالإضافة إلى 140 ألف مصاب وعشرات الآلاف من المفقودين الذين يعدون في تعداد الشهداء.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة نشر تقريراً محدثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية، موضحاً أن إسرائيل ارتكبت منذ انطلاق الحرب في السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن 3838 مجزرة أسفرت عن استشهاد وفقدان 54.972 شخصاً.
الأرقام المفزعة التي أظهرتها الاحصائيات بدقة تكتب شهادة وفاة للإنسانية وانتهاكا صارخاً لحقوق الإنسان ولكافه المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية ولكل الأعراف والأخلاق والتعاليم الدينية.
بينت الاحصائيات أن عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات 43.972 شهيداً من بينهم 17.492 طفلاً و211 طفل رضيع و825 طفل استشهدوا أعمارهم أقل من عام.
لم تتوقف الاحصائيات الكارثية عند هذا الحد فهناك 1369 عائلة فلسطينية قتل الاحتلال جميع أفرادها بالكامل ولم يعد لهم ذكراً، وتمتد الكوارث فهناك 41 شهيداً قضى عليهم سوء التغذية ونقص الغذاء والمجاعة.
ولم تستثني المذابح الجماعية النساء فقد ارتقت 11979 سيده ضمن الشهداء، وطالت المجازر الأطقم الطبية والمسعفين وبلغ عددهم 1054 شهيداً، بالإضافة إلى 86 شهيد من الدفاع المدني و188 شهيداً من الصحفيين والإعلاميين الذين يسعون خلف الحقيقة لإظهار حجم الكارثة إلى العالم ونقل حقيقة ما يدور في الأرض المحتلة.
الاحصائيات الكارثية بينت أن هناك 706 من أفراد الشرطة الفلسطينيين ورجال تأمين المساعدات تم قتلهم على يد الاحتلال خلال تلك الفترة، وهناك 141 جريمة استهداف مباشره لرجال الشرطة وتأمين المساعدات.
ليس ذلك فقط هو ما قام به الاحتلال بل إن هناك جرائم حرب أخرى متنوعة كشفتها الاحصائيات عن وجود سبع مقابر جماعيه أقامها الاحتلال داخل المستشفيات وتم انتشال 520 شهيداً من 7 مقابر جماعية، فيما بلغ عدد الجرحى والمصابين 104.008، فيما بلغ عدد مصابين والجرحى من رجال الصحفيين 398 صحفياً.
الاحصائيات التي تستوجب تحويل مرتكبي هذه الجرائم إلى المحاكم الجنائية الدولية بصورة عاجلة، كشفت أن 70% من الضحايا من الأطفال والنساء، وأن 35.060 طفلا يعيشون دون والديهم أو بدون أحدهما بسبب تلك الحرب، وهناك 3500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، كما أن هناك 12.400 جريح بحاجه للسفر للعلاج في الخارج الأمر الذي يعتبر مستحيلا بسبب إغلاق أخر معبر في قطاع غزة منذ 196 يوما.
نأمل أن يرى قادة العالم وسادته المجتمعون الآن في قمة العشرين تلك الاحصائيات التي يندى لها جبين الإنسانية والتي كشفت أن هناك 12.500 مريض سرطان في القطاع يواجهون الموت بحاجة إلى علاج، وأن 3000 مريض بأمراض مختلفة يحتاجون الأدوية والأخطر أن هناك مليون و737.524 مصابا بأمراض معديه نتيجة النزوح غير المنظم والحياة الغير أدميه وأن هناك 71.338 حالة عدوى التهاب كبد وبائي، بالإضافة إلى 60 ألف سيدة حامل تقريباً معرضين للموت لانعدام الرعاية الصحية.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فهناك 6400 معتقل من قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية بالإضافة إلى 319 معتقل من أفراد الكوادر الصحية بينهم ثلاث أطباء تم اغتيالهم داخل السجون، و40 حالة اعتقال صحفيين في تعداد المجهولين والمفقودين، وقد بلغت حالة النزوح للأهالي من قطاع غزة 2 مليون نازح.
ودمر جيش الاحتلال 208 مقرات حكومية، و131 مدرسة وجامعة دمرت بشكل كلي و346 مدرسة دمرت بشكل جزئي، بالإضافة إلى استشهاد12.700 طالب وطالبة قتلهم الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب، كما تم حرمان 785 ألف طالب وطالبة من التعليم، واستشهاد 754 معلماً وموظفاً تربوياً و141 عالما وأكاديميا وأستاذا جامعياً.
حتى بيوت الله لم تأمن من تلك الحرب البربرية فقد تم تدمير 815 مسجدا بشكل كلي و151 بشكل جزئي وتحتاج إعادة ترميم، كما استهدف الاحتلال ثلاث كنائس دمرها تاماً ودمر بشكل كلي 19 مقبرة من أصل 60 مقبرة، وسرق جنود الاحتلال 2300 جثمان من مقابر غزة.
وامتد الدمار الشامل إلى الوحدات السكنية حيث تم تدمير 160 ألف وحدة سكنية تماماً، بالإضافة 83 ألف وحدة أصبحت غير صالحة للسكن، وتدمير 193 ألف وحدة بشكل جزئي ويعد العيش فيها مستحيلاً من خلال إلقائه 86.600 طن متفجرات على القطاع.
باختصار.. تلك الاحصائيات الكارثية من الدمار والخراب، جزء من قائمة تحتاج إلى مجلدات لحصرها، نضعها أمام قادة العالم الذين أعماهم التعصب والانصياع خلف الصهيونية على حساب كل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية والدولية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا