يقول عمنا «كما أحب أن أناديه» عن نفسه في الرباعيات «في يوم صحيت شاعر براحة وصفا الهم زال والحزن راح واختفى… خدني العجب وسألت روحي سؤال.. أنا مت؟ ولا وصلت للفلسفة؟».
كان جاهين الفيلسوف يدعو الناس دائماً أن يشربوا كلماتهم ليدركوا طعمها إذا كانت حلوة أو مُرة، حقيقي إنني أشرب أشعار هذا الفيلسوف بغض النظر عن طعمها، وأنا أنضم إلى رأي الكاتب الكبير «يحيى حقي» عندما قال «لقد خدعنا صلاح وهو يصف نفسه تارة بالبهلوان وتارة بالمرح– فإن الغالب على الرباعيات هي نغمة الحزن».
فهذا الشاعر الذي فارق الحياة منذ حوالي نصف قرن تقريباً، ما زالت الطاقة الإبداعية التي غرسها في وجداننا سوف تأتي ثمارها كلما اقترب أحد من قراءة أشعاره التي تكشف روعة الشعر ووعى الفيلسوف الذي يلاحظ ما لا يلاحظه عامة الناس.
وإنني أشعر كلما قرأت رباعية من رباعياته أن الرجل يحيا بيننا ويحكي لنا عما يراه في زماننا، من تلك الأبيات التي ذكرتني به «النـدل لما اغتنى أجر له كام طبال.. والطبل دار في البــــلد عمَّال على بطَّال.. لا سمعنا صوت في النغم ولا شعر في الموال.. أصـــــل الندل مهمــا عِلى وكتر في أيده المال.. لا في يوم هيكون جدع ولا ينفع في وســـط رجال» الله عليك يا عمنا.. فقد انتشر الأندال في كل مكان وسيطروا وأصبح الكون كله داخل بطونهم.
لم نقصد أحداً!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا