«الركين» مهنة غير موجودة إلا لدينا، هو ذلك الشخص الذي يُسيطر على مساحة من الشارع ويستغلها لركن السيارات مقابل «إتاوة» يحصل عليها من صاحب السيارة.
وتختلف تلك «الإتاوة» من حي لآخر وحسب نوع السيارة. وهناك من يطلق على تلك المهنة «سايس سيارات» أو «منادي سيارات» أياً ما كان اسم هذه المهنة التي لا يخلو أي شارع في مصر من واحد منهم، يقف أمامك عندما تَهم بالطلوع بالسيارة.
وهناك من يأخذ هذه الإتاوة مقدماً، ويسأل السؤال المُعتاد «حضرتك قاعد أد إيه!» بعضهم يحمل علامات في وجهه تدل على «شقاوته» يظهرون تلك العلامة لحضرتك حتى تدفع الذي يُطلب منك.
وقد أصبحوا في الآونة الأخيرة قوة في الشارع ولا تعرف مَن وراءهم. يتعاملون مع الناس ببجاحة شديدة، حتى لو كان مين واقف، لتجد نفسك وحيداً ليس هناك من تلجأ إليه، وأصبح لبعضهم مساعدون يعملون معه، وتحولوا بعد السكوت على تلك الظاهرة إلى سرطان يحتل الشارع، ويركن السيارات صف أول وثاني ولهم تسعيرة ستمائة جنيه شهرياً، وعشرة جنيهات أو أكثر للزبون غير الدائم، فلو ركن عنده مائة سيارة يكون دخله الشهري حوالي خمسة وسبعين ألف جنيه، وإذا تجرأت وسألت أحدهم عن نهر الفلوس هذا يقول لك هذه الفلوس «مش» لوحدي.. والله أنا ميال لتصديقه!
لم نقصد أحداً!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا