هناك في التراث الإنجليزي قول مأثور منذ القرن الرابع عشر وما زال هذا القول لدى أصحاب الاستراتيجيات العسكرية، إذ تقول تلك الحكمة «لعدم وجود مسمار ضاعت الحدوة، ولعدم وجود حدوة ضاع الحصان، ولعدم وجود الحصان ضاع الفارس، ولعدم وجود الفارس انهزموا في المعركة، فضاعت المملكة».
واستخلص هؤلاء الاستراتيجيون من تلك المقولة عدم الاستهانة بالأشياء الصغيرة لأن تلك الأشياء تظهر سلوكاً لا يمكن التنبؤ به، والذي يكون في بعض الأحيان تأثيراً فوضوياً وممكن أن يعرض نظام مستقر للضرر غير الملاحظ لصغر تلك الأشياء التي يمكن أن تمر مرور الكرام على أصحاب القرار.
فالمجتمعات تخضع لظواهر حتمية لا نلاحظها، ومع ذلك نكون غير قادرين على التنبؤ بكيفية تأثيرها. فالأفكار مهما كانت إذا حاولت اغتيالها لن تموت، لأنها سوف تهبط على أشخاص آخرين يستكملون بها الطريق، فلا تسخر من بساطة الأفكار، فحبة رمل واحدة قد يكون لها تأثيرها على العالم إذا قمت بإزالتها من مكانها.
فكم من الرجال الذين اختفوا عن عالمنا ولم يذهب معهم تأثيرهم الذي تركوه على الواقع، بل على العكس إن اغتيالك لهؤلاء لم يُسكت أصوات الصواريخ أو الطائرات، بل تستطيع أن تقول إنها زادت، فلا تُقلل من حجم الأفكار، حتى لو قتلت حاملها.
لم نقصد أحداً!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا