في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه مصر اليوم، تتزايد المطالب الشعبية لتحقيق رؤية واضحة وبرنامج عمل يستجيب لطموحات المواطنين.
لا شك أن الحكومة تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الإطار، إذ يعوّل الشعب على قياداتهم لتوفير حلول عملية ومستدامة تعالج الأزمات وتحقق التنمية الشاملة. فما الذي يحتاجه المصريون فعلاً من حكومتهم في هذه المرحلة؟
أول ما يشغل المواطن المصري هو الجانب الاقتصادي، بين ارتفاع الأسعار وتراجع القوة الشرائية، فقد باتت الحياة اليومية تحديًا كبيرًا للعديد من الأسر.
يحتاج المصريون إلى سياسات مالية تدعم الاستقرار الاقتصادي، مثل تخفيض معدلات التضخم، ودعم الجنيه المصري، وخلق فرص عمل تساهم في تقليل معدلات البطالة، خاصة بين الشباب.
يشعر المواطنون بضرورة محاسبة الفاسدين وتطبيق سيادة القانون على الجميع، تحقيق العدالة ومكافحة الفساد يجب أن يكونا على رأس أولويات الحكومة لتعيد ثقة الشعب في مؤسسات الدولة.
قطاعا التعليم والصحة بحاجة إلى تطوير جذري، فهناك ضرورة لوجود مدارس ومستشفيات تقدم خدمات ذات جودة عالية، بأسعار معقولة، كما أن تحسين البنية التحتية في المناطق الفقيرة والمهمشة يسهم في تقليل الفجوة بين مختلف فئات المجتمع.
يشعر المصريون بحاجة إلى أن تكون الحكومة قريبة من نبض الشارع، ويطالبون بإقامة حوارات دورية مع المواطنين وممثلي المجتمع المدني لخلق سياسات تستجيب لحاجاتهم الحقيقية، بدلاً من الاعتماد على قرارات فوقية قد تكون بعيدة عن الواقع.
تمثل فئة الشباب النسبة الأكبر من السكان، ولكنهم يواجهون تحديات عديدة، منها البطالة وصعوبة تحقيق الاستقلال المادي، يجب أن تسعى الحكومة إلى دعم المشروعات الصغيرة، وتوفير قروض ميسرة للشباب، وتسهيل الإجراءات الإدارية لبدء الأعمال.
يحتاج المصريون من الحكومة أن توفر لهم السكن المناسب الذي يتناسب مع الدخول المادية والرواتب المنخفضة، بدلاً من الشقق المليونية التي تتوسع في طرحها، وتبدد أحلامهم في الحصول على مأوى بسعر مناسب يحفظ لهم أدميتهم.
في ظل أزمة الغذاء العالمية، من المهم أن تعمل الحكومة على تعزيز الإنتاج المحلي من المحاصيل الأساسية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، لضمان توافر الغذاء بأسعار مناسبة.
يحتاج المصريون من الحكومة أن تراعي الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة، وإدارة الموارد المائية بكفاءة، وتطوير النقل العام للحد من التلوث، وطرحه بتعريفة ركوب مناسبة.
باختصار.. ما يحتاجه المصريون من حكومتهم ليس مجرد وعود أو خطط مستقبلية بعيدة، بل خطوات ملموسة تظهر آثارها في حياتهم اليومية.
الأهم من ذلك هو أن يشعر المواطن أن صوته مسموع، وأن الحكومة تعمل من أجله.. تحقيق هذه المعادلة هو مفتاح النجاح في إيجاد حياة كريمة وبناء دولة قوية ومستقرة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا