مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، يبدو أن العبارة الأكثر تداولًا بين المحللين السياسيين هي «بايدن يُسلّمها والعة».
لكن ماذا يعني ذلك؟ وما هي أبعاد هذه العبارة في سياق السياسة الأمريكية والدولية؟
في شأن السياسة الخارجية، تترك إدارة بايدن أزمات متراكمة خلفها مجموعة من التحديات الدولية التي ازدادت تعقيدًا خلال فترة حكمه منها:
* الحرب في أوكرانيا: على الرغم من المساعدات العسكرية والمالية الهائلة التي قدّمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا، لم تتمكن الإدارة من تحقيق تسوية سياسية، مما جعل الصراع يبدو وكأنه مستنقع طويل الأمد.
* الصراع في الشرق الأوسط: الحرب في غزة والتوترات المتزايدة بين إسرائيل والفلسطينيين باتت تهدد بتفجير المنطقة بأكملها. سياسة بايدن تجاه هذا الملف واجهت انتقادات واسعة لافتقارها للحسم والوضوح.
* تغذية صراع المعارضة والجماعات المسلحة في سوريا ضد نظام بشار الأسد، وما أسفر عنه من استيلاء تلك الجماعات على مدينة حلب، وما يخلف ذلك من توترات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط قد لا تحمد عقباها خلال المرحلة المقبلة.
* الصين والتصعيد الاقتصادي والعسكري: العلاقات الأمريكية-الصينية شهدت توترات غير مسبوقة في عهد بايدن، خاصة في قضايا تايوان والتجارة.
* كوريا الجنوبية: بعد إعلان حالة الطوارئ في البلاد وتعطيل البرلمان والمؤسسات، يعتبر البعض أن التدخل الأمريكي أدى إلى تأخير الديمقراطية في كوريا الجنوبية بسبب دعمها للأنظمة العسكرية.
وآخرون يرون أن وجود القوات الأمريكية يعزز التوتر في المنطقة بدلاً من تهدئتها، خاصة مع كوريا الشمالية، ويبقى محل جدل حول مدى تأثيره على سيادة كوريا واستقلالها السياسي.
وفي شأن الداخل الأمريكي، أوجدت إدارة بايدن انقسام واحتقان لعدة أسباب أهمها:
* الاقتصاد: على الرغم من بعض التحسن في مؤشرات البطالة والنمو، يعاني المواطن الأمريكي من تضخم وارتفاع في الأسعار، مما أثّر على شعبية بايدن وحزبه الديمقراطي.
* الانقسام السياسي: الولايات المتحدة تعيش حالة استقطاب سياسي غير مسبوقة، حيث تعاني المؤسسات الديمقراطية من أزمات ثقة، وزادت المخاوف من العنف السياسي.
* الهجرة: فشل الإدارة في وضع حد لأزمة الهجرة على الحدود الجنوبية كان نقطة ضعف كبيرة، حيث ارتفعت أعداد المهاجرين بشكل غير مسبوق، مما أثار انتقادات الجمهوريين.
باختصار.. إدارة ترامب المقبلة، ستواجه تحديات ضخمة، قد تهدد الاستقرار العالمي والمحلي.
ويبقى السؤال الأكبر، هل يستطيع بايدن في الأشهر الأخيرة من ولايته أن يخفف من حدة هذه الأزمات، أم سيتركها إرثًا ثقيلًا لمن يخلفه؟
بايدن «سيسلمها والعة» لكن الشعلة ستظل بيد الشعب الأمريكي ليقرر مسار المستقبل.
تبقى كلمة.. تصريحات ترامب العدائية الأخيرة بشأن الشرق الأوسط، وأنه سيتم تحويله إلى جحيم إذا لم تسلم حماس الرهائن الإسرائيليين لديها قبل 20 يناير المقبل لا يبشر بالخير فالنظرة الأحادية للأمور والحكم عليها يعني مزيداً من الدعم المطلق وأشد ما نخشاه أن نكون كالمستجير من الرمضاء بالنار.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية