ماذا سيحدث الآن في سوريا؟ قد تغافل البعض أن سوريا هدف منذ سنوات لداعش، وقد حاولوا بكل الطرق زعزعة أمنها واستقرارها.
عندما كنت اتحدث مع بعض أصدقائي من الفنانين والإعلاميين السوريين عن الوضع في سوريا في السنوات الفارطة الجميع كانوا يشعرون بالحزن على فقدان وطنهم وكانوا يصفون الأفعال الشنيعة التي قامت بها داعش في سوريا وأنهم قد فقدوا معنى كلمة الوطن وأنهم قد خسروا الكثير وأنهم في كابوس لا يستطيعون حتى استيعاب ماذا حدث؟
والآن لماذا سوريا بعدما تم قصف فلسطين ولبنان؟ الوضع لا يبشر بالخير والقادم سيكون أسوء.
لا أؤيد بشار الأسد ولم يسبق لي أن التقيت به لكنني لا أؤيد المعارضة أيضا التي خربت سوريا خلال السنوات الفارطة، وما يحدث اليوم يذكرني بما حدث في تونس عندما استلم حزب النهضة تونس لمدة عشر سنوات، والوطن من مأساة لمأساة، حيث خربوا الوطن.
والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا ينتظر البعض من السياسيين الذين يتحججون بالدين والدين بريء منهم إلى يوم القيامة، لأن الدين لم يأمر بإزهاق الأرواح البريئة وتشريد الأطفال وزواج النكاح، وقد تغافل، البعض أن الدين ليس سياسة، لكن البعض للأسف قد صدقوا خدع وخزعبلات هؤلاء.
واليوم ما يحدث لا يبشر بالخير، لا أنكر أنني ترددت، قبل أن أتطرق للقضية السورية لأنها أخذت خلال السنوات الماضية الكثير من وقتي وطاقتي واشتغلت على هذه القضية شهور وسنوات وكنت أشعر بالاختناق من الوضع الذي كانت تعيشه سوريا.
الناس قد فقدوا كل أحلامهم قد تشردوا قد عانوا من الويلات، كل مرة كنت استمع لقصص هؤلاء كنت أشعر بالحزن على وضع أطفال المخيمات، على وضع الفتيات على وضع الشيوخ، وضع سيء جدا، بكل أنواع السرد لا استطيع حتى أن أسرده.
لن تكفيني كل السطور لأصفه كلمة كلمة، وضع أقل ما يقال عنه مأساوي، والآن ماذا ينتظر سوريا وعن أي تحرر يتحدث البعض؟
هل سوف تتحرر سوريا وهي الآن بين يد عناصر من داعش؟
هل سوف تشفى فعلا سوريا من جروحها وهي الآن في خطر؟
ألا يكفيها ما عاشته خلال السنوات الماضية بأسباب أطماع العديد فيها؟
وأقولها سوريا لم تتحرر بعد بل لازالت في صراع، وهذا الصراع لا يبشر بالخير في المنطقة ككل .
فهل يعقل بعد فلسطين ولبنان سوف تشتعل النار أيضا ومجددا في سوريا، وماذا تبقى؟
انهضوا من سبتاكم العميق فقد ضاع كل التاريخ ولم يتبقى منه شيء، وقد ضاع مستقبل أطفالنا العرب بسبب التغافل والتهاون، ولازال البعض يركض وراء داعش تحت شعار التيارات الإسلامية مع أن الإسلام بريء منها لأنه جاء من أجل السلام، وليس من أجل الدم والظلم والجشع.
فيكفي من أكاذيبكم وخزعبلاتكم وخطاباتكم السياسية الزائفة تحت شعار الدين، الدين بريء منكم الدين دين السلام وليس الفتنة.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية