لم يرى «محمد على باشا» والى مصر أن ما جاء في كتاب الأمير الذي كتبه «ميكافيلى» ليس جديداً، وأمر وزيره أن يتوقف عن استكمال ترجمة الكتاب، وقال إن المبدأ الذي جاء في الكتاب من أن الغاية تبرر الوسيلة ليس جديداً، فإن الحيل والمكر والدهاء التي يلجأ إليها بعض الحكام للمحافظة على حكمهم هي وسائل معروفة منذ الأزل وسوف تستمر إلى يوم الدين، فالعالم به هؤلاء الانتهازيون والوصوليون الذين لديهم القدرة على الخداع.
الحيل متجددة لكل عصر حيله وأسلوبه، سواء كانت ذات تأثير مباشر أو غير مباشر على الناس، رغم أن ميكافيلي لم يقصد من كتابة هذا المبدأ «اللاأخلاقي» إنما كان قصده أن الأمير الذي يتواصل مع شعبه بشكل مستمر ويتعهد بحبه لهم، سوف يسانده الشعب بكل ما يملك من قوة، وإن لم يفعل ذلك سوف يصاب بخيبة أمل.
لكن للأسف انحصر فهم العديد من الناس في الكتاب في هذا المبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» وأصبح أسم ميكافيلى نعت لكل شخص وصولي وإنتهازي.
وللأستاذ محمد حسنين هيكل الصحفي الكبير رأى في المبدأ، فهو مرة يرى المبدأ لا أخلاقي ومرة أخرى يرى أنه أخلاقي، ففي الحالة الأولى يرى أن استعمال هذا المبدأ في التعامل بين الأفراد عمل لا أخلاقي، ولكن إذا أستعمله الحاكم لصالح وطنه فهو عمل أخلاقي لأنه يدافع عن حقوق شعبه.
لم نقصد أحداً!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية