إسرائيل تواصل عدوانها في المنطقة على مختلف المستويات، بدءًا من الاعتداءات العسكرية المباشرة في فلسطين ولبنان وسوريا، وصولًا إلى تدخلاتها غير المباشرة في دول مثل اليمن، حيث اتُهمت بتنفيذ ضربات جوية بالتنسيق مع قوى إقليمية ودولية.
هذا العدوان، الذي يأخذ أشكالًا متعددة، من القصف الجوي والاغتيالات إلى السيطرة الاقتصادية والتدخل في النزاعات الإقليمية، يواجهه موقف عربي يقترب من الشلل، وكأن الدول العربية في حالة غيبوبة سياسية وعسكرية.
يبدو أن الموقف العربي في حالة ضعف أو غياب شبه كامل، حيث تقتصر ردود الفعل غالبًا على الإدانة اللفظية أو الاجتماعات الشكلية دون اتخاذ خطوات عملية لردع هذه الاعتداءات.
هذا التخاذل العربي يعكس حالة من الانقسام الداخلي، والتركيز على قضايا محلية بدلًا من مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة.
إسرائيل لم تكتفِ باعتداءاتها التقليدية ضد الشعب الفلسطيني من تهجير وقتل واستيطان، بل وسّعت دائرة عدوانها لتشمل دولًا عربية أخرى.
في سوريا، تتكرر الغارات الجوية التي تستهدف مواقع عسكرية ومدنية تحت ذرائع واهية.
في لبنان، يستمر التصعيد على الحدود الجنوبية وتهديد السيادة اللبنانية. أما في اليمن، فقد ظهرت اتهامات بمشاركة إسرائيلية في استهداف الحوثيين بالتنسيق مع قوى إقليمية.
إضافة إلى ذلك، تعمل إسرائيل على توسيع نفوذها الإقليمي عبر التطبيع مع بعض الدول العربية، ما يمنحها غطاءً دبلوماسيًا يبرر عدوانها ويضعف الإجماع العربي ضدها.
بينما تواصل إسرائيل عدوانها، يبدو الموقف العربي ضعيفًا ومترددًا، لعدة أسباب الأسباب تقف وراء هذه الغيبوبة:
* الانقسامات الداخلية: الدول العربية منقسمة بين محاور متضادة، حيث يضعف الخلاف الداخلي الموقف العربي الموحد.
* التطبيع مع إسرائيل: بعض الدول العربية تسعى لتوثيق علاقاتها مع إسرائيل لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية، مما يضعف التضامن مع القضايا المصيرية.
* الانشغال بالأزمات الداخلية: معظم الدول العربية تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية تجعلها عاجزة عن لعب دور قيادي في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
ويطرح العجز العربي أمام العدوان الإسرائيلي تساؤلات خطيرة عن مستقبل المنطقة، إذا استمر هذا الصمت، فإن إسرائيل ستتمكن من فرض واقع جديد يصعب تغييره، وتفرضه بمساندة حلفاءها على المنطقة لفرض خريطة الشرق الأوسط الجديد.
والحل مازال بأيدينا وربما كانت تلك هي الفرصة الأخيرة للحفاظ على عروبتنا وهويتنا بل وديننا وعقيدتنا وأوطاننا وذلك من خلال:
* إعادة بناء الوحدة العربية: يجب تجاوز الخلافات والعمل على موقف عربي موحد.
* تعزيز الدعم لفلسطين: من خلال تقديم دعم سياسي ومادي للمقاومة الفلسطينية التي تقف في خط المواجهة الأول.
* استخدام المنابر الدولية: لتعرية جرائم إسرائيل وكسب الدعم العالمي للقضايا العربية.
* تعزيز التعاون الإقليمي: لمواجهة النفوذ الإسرائيلي المتزايد ومخططاته التوسعية.
باختصار.. الوضع الحالي يتطلب يقظة عربية، لأن استمرار الصمت أو التخاذل سيؤدي إلى تعزيز هيمنة إسرائيل على المنطقة وتفاقم معاناة الشعوب العربية.
ولا يمكن أن يواجه العرب عدوان إسرائيل إلا بالوحدة والعمل الجاد.. الغيبوبة الحالية ستدفع ثمنها الأجيال القادمة إذا لم تتحرك الشعوب والأنظمة لاستعادة الكرامة والسيادة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية