تشهد الساحة اليمنية تصعيدًا خطيرًا وغير مسبوق، مع تنامي التدخلات الخارجية التي تتجاوز الأهداف المعلنة، لتكرّس معاناة الشعب اليمني وتعمّق الأزمة الإنسانية المستمرة منذ سنوات.
في تطور جديد، برزت مؤشرات على تحالف ثلاثي غير مباشر بين الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، يستهدف مواقع يمنية استراتيجية تحت ذريعة مواجهة التهديدات الإقليمية.
بريطانيا التي ما زالت تمارس نفوذًا سياسيًا وعسكريًا في منطقة البحر الأحمر، باتت تلعب دورًا نشطًا في العمليات الاستخباراتية والميدانية إلى جانب الولايات المتحدة.
وتستغل إسرائيل، وجودها المتزايد في منطقة البحر الأحمر وباب المندب لفرض أجندة توسعية، تهدف إلى تحقيق مصالحها الاستراتيجية، وسط صمت دولي وإقليمي مريب.
هذا التحالف غير المعلن يستهدف تعزيز الهيمنة الغربية على المضائق والموانئ الاستراتيجية، وضمان استمرار السيطرة على حركة التجارة والطاقة العالمية، مع استهداف البنى التحتية اليمنية بذريعة ملاحقة «التهديدات الإرهابية» أو حماية المصالح الدولية.
في ظل هذه المعادلة، يظل الشعب اليمني الضحية الأكبر، حيث يتعرض لعدوان مزدوج، داخلي عبر صراعات داخلية لا تنتهي، وخارجي يفاقم من معاناته.
الغارات الجوية والهجمات البحرية الأخيرة التي شهدتها مناطق استراتيجية في اليمن تكشف بوضوح أن الهدف الحقيقي ليس تحقيق السلام، بل إطالة أمد الحرب لخدمة أجندات القوى الكبرى.
وسط هذه التحركات، يبدو الغياب العربي والإسلامي لافتًا ومخجلًا. فبدلًا من أن تقوم الدول العربية والإسلامية بدور فاعل لوقف هذه الاعتداءات والتخفيف من معاناة الشعب اليمني، نرى صمتًا مريبًا أو دعمًا غير مباشر لهذه القوى تحت ذرائع سياسية أو اقتصادية.
كيف يمكن للأمة الإسلامية التي تجمعها روابط الدين والتاريخ والمصير المشترك أن تقف عاجزة أمام هذه المأساة؟ وأين هو الضمير العربي الذي يتغنى بوحدة المصير في مواجهة العدوان الخارجي؟
باختصار.. العدوان الثلاثي على اليمن يُعد تكرارًا لسيناريوهات تاريخية، حيث تتخذ القوى الكبرى من الدول العربية ساحات لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب شعوب المنطقة.
على الأمة العربية والإسلامية أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية، وأن تبادر إلى حماية اليمن من مخططات الهيمنة الخارجية، لأن استمرار الصمت يعني أن الخطر سيطال الجميع، عاجلًا أم آجلًا.
اليمن اليوم بحاجة إلى موقف عربي وإسلامي موحد وقوي، يرفض كل أشكال التدخلات الخارجية، ويدعم الحلول السلمية التي تحترم سيادة الشعب اليمني وحقه في العيش بكرامة وسلام.