يرى البعض أن المجتمعات تموت عندما يتخلى مثقفيها عن قضايا وهموم الوطن وينغمسون كلياً في همهم الشخصي في كسب المال لإشباع احتياجاتهم، باختصار عندما يبيعون الوطن من أجل حفنه من الفضة.
بذلك يبتعدون عن الناس ويرتمون في حضن السلطة ويُدافعون عن كل ما يُفعل ويضر بالناس، ويتحولون إلى مجرد مبررون للسلطة، فإذا أصابت السلطة يمدحونها وإذا أخطأت يُحملون الناس مسؤولية خطأها، ولا يستطيع شخص الوقوف أمام آرائهم لأنهم في الأصل أصحاب العقد والرأي.
فهم في الأصل وجدان الوطن، بسبب أنهم أصحاب العلم والمعرفة، ويجب أن يكونوا منارة تُرشد الناس إلى طريق الخلاص، ولكن منهم من استطاع أن يمتلك من الفيلات والقصور والشاليهات الكثير، وكانوا إلى وقت قريب يعيشوا حياة العاديين إلا أنهم توقفوا عن علاقتهم بالواقع ونظروا إلى أنفسهم، هذا حقهم.
ولكن الذي ليس من حقهم بيع الأوطان وحقوق الناس البسطاء، ويعتقد أنه يفعل ذلك دون أن يلاحظ الناس، ولعله ينطبق على هذا النوع من المثقفين المثل الشعبي الذي يقول «أكثر الناس حقارة هو الذي يعطيك ظهره وأنت في أمس الحاجة إليه».
لم نقصد أحداً!!