تفقد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، اليوم، محطة توليد كهرباء السد العالي بمحافظة أسوان، تزامناً مع مرور 54 عامًا على افتتاح السد وتشغيل منظومته الكهربائية.
جاءت الزيارة، في إطار استراتيجية الدولة للطاقة وخططها التنفيذية الرامية إلى ضمان أمن الطاقة وتنوع مصادرها، وتحقيق استدامة التيار الكهربائي، وتعظيم الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري،
وتهدف إلى متابعة مشروع تطوير وإحلال المحولات في المحطة، الذي يهدف إلى زيادة قدرتها الإنتاجية من 2100 ميجاوات إلى 2400 ميجاوات، مما يوفر نحو 269 مليون دولار سنويًا من استهلاك الوقود ويعزز العمر الإنتاجي للمحطة، باعتبارها أحد مصادر الطاقة النظيفة الرئيسية في مصر.
بدأت الجولة بتفقد مشروع تطوير محولات القدرة والتأكد من وصول المعدات وتنفيذ الأعمال ضمن الخطة الزمنية المحددة. كما جرى تفقد غرفة التحكم ومنطقة الربط بالشبكة الموحدة، إضافة إلى التوربينات والمولدات الرئيسية.
شملت الجولة كافة مكونات المنظومة الكهربائية التابعة للسد العالي، واستمع الوزير وأعضاء لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب لشروحات تفصيلية من مسؤولي التشغيل والقطاعات الفنية حول آليات التشغيل، خطط الصيانة، والجداول الزمنية المقررة لها.
تم استعراض أنظمة المتابعة الإلكترونية للسلامة والحماية والصحة المهنية وتأثيرها على تحسين كفاءة التشغيل.
في سياق الزيارة، اجتمع الدكتور عصمت بالأطقم الفنية ومهندسي التشغيل بحضور أعضاء لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب. جدد الوزير التأكيد على أهمية المحطات الكهرومائية، خاصة محطة السد العالي، في ظل رؤية الدولة لتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة كسبيل لتحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة. وأشار إلى أن الوزارة تعمل وفق استراتيجية وطنية لتوسيع استخدام الطاقة المتجددة وصولًا إلى نسبة 42% من إجمالي الطاقة المولدة بحلول عام 2030، و65% بحلول عام 2040.
من جانبه، قدم المهندس هشام كمال، رئيس شركة المحطات المائية، عرضًا حول القدرات الإنتاجية للمحطات التابعة للشركة والتي تشمل محطات أسوان 1 وأسوان 2 ونجع حمادي وإسنا وأسيوط بالإضافة إلى محطة السد العالي بإجمالي قدرة إنتاجية تبلغ 2832 ميجاوات.
تضمن العرض مستجدات التطوير بالمحطات والجداول الزمنية للربط مع الشبكة الموحدة وحالة التشغيل لكل محطة. كما استعرضت جهود الصيانة الدورية وتوافر قطع الغيار والمعدات اللازمة لمواجهة الأعطال المحتملة، إضافة إلى برامج التدريب للتطوير المستمر للعاملين وربط المحطات في إطار التشغيل الاقتصادي وتعظيم العوائد من الأصول.
أكد الدكتور محمود عصمت خلال جولته أن محطة السد العالي تُعد رمزًا وطنيًا كبيرًا ومصدرًا أساسياً للطاقة النظيفة والمنخفضة التكاليف، وتحظى بمكانة خاصة في ذاكرة المصريين كونها أحد أبرز الإنجازات الوطنية.
وأوضح أن عمليات التطوير المستمرة تهدف إلى الحفاظ على كفاءة التشغيل وزيادة الطاقة المنتجة، مع خفض الاعتماد على الوقود التقليدي. وأشار إلى أهمية برامج الصيانة الدورية في ضمان عمل وحدات التوليد بالكفاءة المطلوبة، مؤكدًا ضرورة توفير برامج تدريبية متخصصة وفق طبيعة العمل بالمحطات الكهرومائية لتحسين الأداء وضمان استمرار التميز التشغيلي.