غالبًا ما يكون الانطباع الأول عن شخص ما مضللًا ولا يعكس حقيقته. والغريب في الأمر أن هذا الانطباع يظل قائمًا لدى البعض حتى لو بُني على مجرد لحظات قصيرة أو مشهد عابر لا يستغرق إلا دقائق معدودة.
قد يكون السبب في تكوين هذا الانطباع المظهر الخارجي للشخص، خاصة إذا كان يرتدي ملابس فاخرة تحمل شعارات ماركات عالمية، أو ربما أسلوب حديثه المرتب والمنمق.
في مثل هذه الحالات، ينشأ انطباع إيجابي عن الشخص قد لا يكون مطابقًا للواقع. وعلى النقيض، يمكن أن تلتقي بشخص هادئ لا يتحدث كثيرًا أو لا يهتم بالملابس الفاخرة، فتأخذ عنه انطباعًا سلبيًا لا يعكس جوهره الحقيقي.
هناك من يدركون أهمية الانطباع الأول ويحرصون على الاستعداد له، خصوصًا في مواقف مثل مقابلات العمل التي تُستخدم لتقييم مدى ملاءمة الشخص للوظيفة.
فيمثلون أفضل ما لديهم لإقناع الطرف الآخر. لكن المشكلة تظهر مع أولئك الذين يستغلون الانطباع الأول للتلاعب بالآخرين. هؤلاء يسعون لتقديم أنفسهم كأفضل خيار بينما هم في الواقع مهرة في الخداع.
يستغلون تلك الصورة الأولية المزيفة لتحقيق مكاسب شخصية، سواء بسرقة الآخرين أو بالتلاعب بمشاعرهم. الأسوأ من ذلك أنهم يستخدمون المكانة التي وصلوا إليها بالخداع لإحداث انقسامات بين البشر وتحطيم معنوياتهم.
هؤلاء الأشخاص يفتقرون إلى أي قيم أخلاقية أو إنسانية وحتى دينية، يقدمون أنفسهم كمنقذين ومُخلصين، لكن حقيقتهم تكشف أنهم خائنون لأنفسهم وللآخرين في آن واحد.
لم نقصد أحداً!!