تتناول هذه الأبيات الرمزية لأمير الشعراء أحمد شوقي ظاهرة الخداع وازدواجية النفوس، حيث يصوّر الثعلب متنكراً في ثياب الواعظين، يخادع الناس بكلماته ليغريهم ثم ينقض على أحلامهم.
في مطلعها، يقول شوقي كيف «برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظين»، ليبدأ بالتظاهر بالحكمة والإرشاد، بينما هدفه الحقيقي هو خداع الآخرين. تمتد هذه الصورة إلى واقع اليوم، حيث يمكن رؤية «ثعالب العصر» الذين يدّعون نزاهة مفقودة وشرفاً زائفاً، يفاخرون بنظافة أيديهم وهم بعيدون عنها تماماً.
يعتقد هؤلاء أن آراءهم وحدها مصونة من الخطأ، ويضعون أنفسهم فوق النقد، يثنون على الجاهل وينكرون قيمة العالم. إذا مررت بأحدهم، ربما يجذبك كلامه العذب ومظهره المقنع، لكن مضمون أفعاله يفصح عن جوهر مُخالف.
يتغير حديثهم بحسب الظروف، يميلون إلى التضليل ونشر الوهم بين الناس، ويصعب تمييز الصدق عن الكذب في حواراتهم بسبب براعتهم في الإقناع.
رغم أنّهم يظهرون كأنهم مصلحون، إلا أن أفعالهم تكشف عن النفاق بين القول والعمل. هؤلاء هم ثعالب هذا العصر الذين يستغلون براءة الطيبين بمظاهر خادعة، مستخدمين الدين كوسيلة للتأثير على الآخرين؛ فتجدهم يرتدون زي الشيوخ ويحملون السبح والسواك، بينما قلوبهم تحمل نوايا لا تعرف خيراً.
لم نقصد أحدًا!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا