سؤال يستحق التأمل: من انتصر اليوم؟ أهل غزة أم مقاومتها؟ فقد تحمل أهل غزة أعباءً ثقيلة من الخسائر في الأرواح والممتلكات، بينما خاضت المقاومة معارك لا هوادة فيها على مدار خمسة عشر شهرًا، مستخدمة أسلحة بسيطة صنعتها بنفسها في ظل حصار خانق.
ورغم ذلك، استطاعت أن تلحق بالعدو خسائر فاقت كل التوقعات، مستندة إلى إيمان راسخ بأن النصر وعدٌ إلهي مضمون، كما جاء في قوله تعالى «وكان حقًا علينا نصر المؤمنين».
ما شهدناه هو حدث استثنائي أمام أنظار العالم. فعلى الرغم من فقدان المقاومة لعدد من قياداتها، إلا أنها ظلت متماسكة واستمرت في صمودها ونجاحها في إحداث أضرار كبيرة بالعدو.
وإن تمعّنا فيما حدث، نجد أن النصر الأكبر كان لأهل غزة الذين راهن العدو على أنهم سيتحولون إلى نقطة ضعف تضغط على رجال المقاومة لإجبارهم على التراجع أو الاستسلام. لقد توقعوا أن ينكسر الشعب تحت وطأة الدماء والنزوح والجوع، لكنه ظل ثابتًا، محتضنًا للمقاومة، تاركًا خلفه كل شعور بالخوف أو الرهبة أو خيانة المبدأ.
من وجهة نظري، هذا النصر الأكبر هو لأولئك الذين ضحوا بأرواحهم وأموالهم في سبيل قضيتهم. لم ينتصروا فقط على العدو الذي واجهوه بشكل مباشر، بل أيضًا على من يدعم هذا العدو بالسلاح الفتاك دون أي إحساس بالإنسانية أو تأنيب للضمير.
لقد حققوا نصرًا أخلاقيًا وإنسانيًا ضد أعداء الإنسانية جمعاء، سواء كانوا ظاهرين أو مختبئين خلف ستار الدعم الصامت أو التجاهل.
لم نقصد أحداً !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا