على مدار التاريخ، شهدت مصر العديد من الأزمات والتحديات التي استطاعت تجاوزها بفضل وحدة المصريين والتفافهم حول قيادتهم.
في هذه المواقف، كان المصريون دائماً على قلب رجل واحد، مدافعين عن وطنهم ومساندين لحكامهم في الأوقات العصيبة.
صفحات التاريخ ناصعة البياض سجلت بحروق من نور كفاح شعب قد يختلف مع قادته داخليا، لكن عندما تتعرض البلاد لخطر يهدد كيانه داخليا كان أو خارجيا يسمو الجميع فوق الخلاف تحت مظلة الوطن، وخلال الكلمات التالية أبرز هذه المحطات التاريخية.
• ثورة 1919 ودعم سعد زغلول.. في عام 1919، توحد المصريون بمختلف طوائفهم خلف الزعيم سعد زغلول للمطالبة بالاستقلال من الاحتلال البريطاني. خرجت المظاهرات في جميع أنحاء البلاد، رجالاً ونساءً، مسلمين ومسيحيين، في مشهد وطني فريد جسد وحدة المصريين في مواجهة الاستعمار.
• تأميم قناة السويس (1956) والصمود أمام العدوان الثلاثي.. عندما أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956، اعتبر المصريون القرار خطوة جريئة لاستعادة السيادة الوطنية. ومع تعرض مصر للعدوان الثلاثي (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل)، التف الشعب حول القيادة، وشارك الجميع في الدفاع عن الوطن، سواء من خلال المقاومة الشعبية أو دعم الجيش المصري.
• نكسة 1967 وإعادة بناء القوات المسلحة.. على الرغم من مرارة الهزيمة في حرب يونيو 1967، لم يفقد المصريون إيمانهم بقيادتهم. أعلن عبد الناصر مسؤوليته عن النكسة، لكن الجماهير خرجت في مظاهرات تهتف له وتطالبه بالاستمرار في الحكم. بدأ الجيش في إعادة بناء قدراته، وساند الشعب قرارات القيادة حتى تحقق النصر في 1973.
•نصر أكتوبر 1973.. كان العبور العظيم في السادس من أكتوبر 1973 نموذجاً لوحدة المصريين خلف الرئيس أنور السادات والجيش المصري. تجلت روح التضحية والفداء بين الشعب والقوات المسلحة، حيث شارك الجميع في دعم المجهود الحربي، سواء بالتبرعات أو العمل الجاد في المصانع والمزارع لدعم الجبهة.
• ثورة 30 يونيو 2013 وإنقاذ الدولة.. بعد حكم الإخوان المسلمين لمصر وما تبعه من اضطرابات، خرج ملايين المصريين في 30 يونيو 2013 مطالبين برحيل الجماعة. توحد الشعب خلف الجيش والرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي استجاب للإرادة الشعبية وأعلن خارطة طريق جديدة لإنقاذ البلاد من الفوضى.
• أزمة الإرهاب والتحديات الأمنية.. منذ 2013، تعرضت مصر لموجات إرهابية استهدفت زعزعة استقرارها، لكن الشعب المصري وقف خلف قواته المسلحة والشرطة، مقدماً شهداء في سبيل الحفاظ على الوطن. التفاف الشعب حول القيادة ساعد في دحر الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار.
• الأزمات الاقتصادية ومبادرات الإصلاح.. واجهت مصر تحديات اقتصادية كبيرة، لكن المصريين صبروا وتحملوا إجراءات الإصلاح الاقتصادي الصعبة، دعماً لجهود الدولة في بناء اقتصاد قوي. المبادرات الرئاسية مثل «حياة كريمة» و«100 مليون صحة» وجدت استجابة شعبية واسعة، مما يعكس ثقة المواطنين في قيادتهم.
• رفض تهجير الفلسطينيين والتصدي للضغوط الدولية.. في ظل الحرب الدائرة في غزة وتصاعد الضغوط الدولية، وقف المصريون صفًا واحدًا خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، رافضين أي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
ورغم الضغوط الأمريكية، خصوصًا من الرئيس دونالد ترامب، أظهر المصريون موقفًا وطنيًا موحدًا، مؤكدين دعمهم للقيادة السياسية في الحفاظ على سيادة البلاد وحماية الأمن القومي، مع استمرار الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية سياسيًا وإنسانيًا.
باختصار.. تاريخ مصر مليء بالمواقف التي أثبت فيها شعبها أنه على قدر المسؤولية، مستعد دائماً للالتفاف حول قيادته في أوقات الأزمات.
هذه الروح الوطنية كانت وستظل السر الحقيقي لقوة مصر وصمودها في وجه التحديات.